الدين أبو صابر الأسدي الحلبي الحنفي الشهير بابن النحاس ، مدرس القليجية وشيخ الحديث بها ، روى لنا عن ابن روزبه ، وعن مكرم ، وابن الخازن (١) ، والكاشغري ، وابن خليل ، توفي في شوال عن اثنين وثمانين سنة انتهى. ثم درس بها الشيخ شمس الدين بن العز ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الظاهرية الجوانية. ثم درس بها بعده ابنه علاء الدين. وقال الدمشقي ـ أي السيد شمس الدين الحسيني ـ في ذيل العبر في سنة تسع وأربعين وسبعمائة : وشيخ الشيوخ علاء الدين علي بن محمود بن حميد القونوي (٢) ثم الدمشقي الحنفي مدرس القليجية انتهى. ثم قال في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة : ومات شيخنا المعمر الثقة داود أبو سليمان بن إبراهيم بن داود العطار الدمشقي الشافعي ، ولد في شوال سنة خمس وسبعين وتفقه وجوّد الخط ، وحدث عن الشيخ شمس الدين وابن أبي الخير ، وابن علّان وطائفة ، وأجاز له شيخ الاسلام محيي الدين النواوي ، وابن عبد الدائم ، وابن أبي اليسر وآخرون رحمهمالله تعالى في جمادى الآخرة من السنة المذكورة انتهى.
١٢٧ ـ المدرسة القيمازية
قال عز الدين : داخل بابي النصر والفرج ، منشئها صارم الدين قايماز النجمي انتهى. قال أبو شامة في الروضتين في سنة ست وتسعين وخمسمائة : فصل في وفاة جماعة من الأعيان في هذه السنة ، قال العماد : وفيها ثالث عشر جمادى الأولى توفي في داره بدمشق الأمير صارم الدين قايماز النجمي ، وكان يتولى أسباب صلاح الدين رحمهالله تعالى في مخيمه وبيوته ، ويعمل عمل أستاذ الدار ، وإذا فتح بلدا سلمه إليه واستأمنه عليه ، فيكون أول من افتضّ عذرته ، وشام ديمته ، وحصل له من بلد آمد عند فتحها ، ومن ديار مصر عند فتح عاضدها أموال عظيمة ، وتصدّق في يوم واحد بسبعة آلاف دينار مصرية عينا ، وأظهر أنه قضى من حقوق الله في ذمته دينا ، وهو بالعرف معروف ، وبالخير موصوف ، يحب
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٤٥.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٨٤.