بحقيقة ذلك إلا في نحو نصف الشهر ، وأظنه قارب السبعين انتهى.
فائدتان (الأولى) : أقرأ بالزنجيلية المذكورة القاضي شهاب الدين الكفري. قال الصفدي : الحسين بن سليمان بن فزارة القاضي شهاب الدين الكفري (بفتح الكاف وسكون الفاء وبعدها راء) الدمشقي الحنفي ، تلا بالسبع على علم الدين القاسم (١) ، وسمع من ابن طلحة ، ومن ابن عبد الدائم ، وتصدر للاقراء ، وطال عمره ، وقرأ عليه خلق من الفضلاء ، ودرس وأفتى ، وناب في الحكم ، وكان دينا خيرا عالما ، توفي رحمهالله تعالى في سنة تسع عشرة وسبعمائة عن اثنتين وثمانين سنة ، ودرّس بالطرخانية ، وكان شيخ الاقراء بالمقدمية ، وأيضا بالزنجيلية ، وقرأ بنفسه على ابن أبي اليسر ، وكتب الطباق ، وأضرّ بآخره رحمهالله تعالى انتهى.
(الثانية) : قال ابن قاضي شهبة في شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة الشيخ الخير شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله المعروف بابن مؤذن الزنجيلية الحنفي ، اشتغل في صغره بالعلم ، وحفظ مجمع البحرين ورأيت عرضه له في المحرم سنة تسع وثمانين ، ثم حفظ الألفية وغيرها وأخذ الفقه على القاضيين بدر الدين بن الرضي ، وبدر الدين المقدسي ، وأخذ الفرائض عن الشيخ محب الدين الفرضي ، وجلس للشهادة على باب المدرسة المذكورة ، وكان دينا خيرا انتهى. وجلس للاشتغال بالفرائض بالجامع الأموي ، وفضل في الفضائل والفرائض ، وانتفع الناس به ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاثنين ثالث عشر بالمدرسة الزنجيلية ، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان رحمهماالله تعالى انتهى.
١٠٧ ـ المدرسة السفينية
قال الغزي الحلبي : المدرسة السفينية بجامع دمشق لم يعلم لها واقف ، ذكر من علم ممن ذكر بها الدرس ركن الدين بن سلطان (٢) إلى أن توفي. وتولى
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٠٧.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٤٣٢.