الدحداح وتعرف بتربة المقدم فأنشأها الأمير فخر الدين إبراهيم ، توفي في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ودفن بتربته المذكورة انتهى. وقال في هذه السنة المذكورة : ابراهيم بن محمد بن عبد الملك فخر الدين بن المقدم ، كان شجاعا عاقلا ، ولي قلعة بارين وعدة حصون ، وله بها نواب ، فمدّ عينه إليها الملك الظاهر غازي فأخذها ، وبقيت له بارين ، توفي بدمشق ، ودفن بمدرستهم خارج باب الفراديس انتهى. قلت : ولعله خارجه فسبق القلم ، فإنها معروفة الآن هناك ، قال ابن شداد : أول من درس بها نجم الدين بن الفخر القاري ، ثم تغلب عليها أولاد الواقف ، وتعطلت عن ذكر الدرس بسبب ذلك. ثم ذكر الدرس بعده مدة زمانية صفي الدين يحيى البصراوي. ثم من بعده نجم الدين الصرخدي ، ثم من بعده محيي الدين بن عقبة. ثم من بعده نجم الدين أيوب الكاشي. ثم من بعده فخر الدين بن أبي الوليد ، وهو مستمرّ بها إلى الأن انتهى.
(تنبيه) : الوقف عليها بحماه أزوار معروفة ، وعلى التي قبلها المحمدية وجسرين بغوطة دمشق انتهى ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
١٣٤ ـ المدرسة المنجكية الحنفية
بالخلخال قبلي الصوفية وغربيها ، إنشاء الأمير سيف الدين منجك اليوسفي الناصري ، أصله من مماليك الناصر محمد بن قلاوون ، وتنقلت به الأحوال إلى أن صار أميرا بمصر ، وولي حجوبة الحجاب بدمشق في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة مدة يسيرة ، ثم توجه إلى مصر وصار مقدما ، وولي الوزارة ، ثم قبض عليه وسجن ، ثم أطلق عند زوال دولة الناصر حسن ، ثم ولي نيابة طرابلس في شوال سنة خمس وخمسين ، ثم نقل في صفر سنة سبع وخمسين إلى نيابة حلب ، ثم نقل إلى نيابة دمشق في جمادى الأولى من السنة المذكورة ، ثم نقل إلى نيابة صفد في ذي الحجة من السنة المذكورة ، ثم طلب إلى مصر بعد شهر فهرب من الطريق واختفى نحو سنة ، ثم ظفر به نائب الشام وأرسله إلى مصر ، ولما وصل أكرم إكراما عظيما وأطلق ، وأقام بالقدس الشريف ، وحينئذ عمر الخانقاه والمدرسة