من عشرين طالبا ، وكان يعرف النحو والأدب وفنونا كثيرة ، ودرس بالطرخانية أكثر من أربعين سنة ، وناب في الحكم عن الأذرعي مدة ولايته ، وكان خيرا مباركا ، وأضرّ في آخر عمره ، وانقطع في بيته مواظبا على التلاوة والذكر وإقراء القرآن ، إلى أن توفي رحمهالله تعالى سنة تسع عشرين وخمسمائة يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى ، وصلي عليه بعد الظهر يومئذ بجامع دمشق ، ودفن بقاسيون انتهى ، وقد مرت ترجمته من كلام الصفدي في المدرسة الزنجيلية.
١١٣ ـ المدرسة الطومانية
تجاه دار الحديث الأشرفية الدمشقية ، غربي الشريفية والفقاعية. لم أقف على ترجمة واقفها ، ووقفها نصف قرية قصيفة غربي المغونس ، وقبلي لاهتة من اللجاة ، وحوانيت جوارها خراب. ورأيت في تاريخ ابن قاضي شهبة في جمادى الأولى سنة سبع عشرة : وفي يوم الأربعاء سابعه حضرت الدرس بالشامية البرانية ، ثم حضر قاضي القضاة في مدارسه ، وحضر القاضي الحنبلي ـ يعني شمس الدين بن عبادة ـ فحكم بها ، وكان من حين دخلوا إلى المدينة من بعد الوقعة إلى الآن يحكم بالطومانية الحنفية ، فلما كان في هذا الحصار احترق بعضها فانتقل إلى الفارسية ، ودخل نواب الحنفي إلى دار الحديث النورية ، وكانوا قبل يحكمون ببيت القاضي الحنفي بالقرب من السبعة انتهى. ولعل واقفها طومان النوري. قال الأسدي في تاريخه في سنة خمس وثمانين وخمسمائة : طومان بن ملاعب بن عبد الله الأنصاري الخزرجي النوري حسام الدين نجم الدولة الأمير الكبير الكامل الفاضل صاحب الرقة ، كان شجاعا جوادا ، محبا للخير كثير الصدقات ، مائلا إلى العلماء والفقهاء ، بنى بحلب المحروسة مدرسة الحنفية ، وكان السلطان يحبه ويعتمد عليه ، وكان من شجعان المسلمين وأكبر أمراء نور الدين رحمهالله تعالى ، توفي رحمهالله تعالى مع السلطان ليلة النصف من شعبان ، وقد جاوزت سنه المائة بمكان يقال له تل