شهاب الدين أحمد بن سليمان الأذرعي الحنفي ، اشتغل على القاضي بدر الدين ابن الرضي والقاضي بدر الدين المقدسي ، ثم أنه بعد الوقعة صار شافعيا وولي في زمن القاضي ابن عباس بعلبك وغيرها ، ثم إنه عاد إلى مذهبه واشتغل وفضل ، وأفتى ودرّس ، وولي نيابة القاضي شمس الدين بن القباني واختص به ، وحصل منه أذى للقاضي شهاب الدين بن العز ، فلما توفي ابن القباني (١) اشتمر الشر بينه وبين القاضي ابن العز ، واشتكى عليه إلى المؤيد ، ثم إنه أصلح بينهما واستنابه مدة يسيرة ، ثم وقعت له قضية فأغرى النائب جقمق به فضربه في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ، وبقي بعدها مجمعا ، ويجلس بالجامع للفتوى ، وكان يكتب على الفتوى جيدا وخطه جيد ، وكان بيده تدريس جامع القلعة ونظره ، وحصته من تدريس المعظمية والعزيزية بها ، وكان يقرأ البخاري قراءة حسنة ، ويقرأ في المحراب جيدا ، وبلغني أنه كان له تهجد في الليل ، ثم إنه توجه آخر عمره إلى مصر لبعض مآربه ، وسافر برسباي ، فبعدها وصل إلى هناك طعن ومات شهيدا غريبا ، وكانت وفاته في نصف الشهر عن نحو ستين سنة ، واستقر ولده في غالب جهاته ، وقال لي إن جده سليمان الكردي كان يسكن عند باب المصلى ، ثم انتقل إلى أذرعات وخدم عند الكاشف أظنه قال دوادار ، وأقام هناك وولد له انتهى.
١٣٠ ـ المدرسة المعينية
بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية. قال عز الدين : بحصن الثقفيين ، أنشأها معين الدين أنر كان أتابك مجير الدين (٢) ابن صاحب دمشق في شهور خمس وخمسين وخمسمائة انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة أربع وأربعين وخمسمائة : والأمير معين الدين أنر بن عبد الله الطغتكيني مقدم عسكر دمشق ومدبر الدولة ، كان عاقلا سايسا مدبرا ، حسن الرياسة ، ظاهر الشجاعة ، كثير الصدقات ، وهو مدفون بقبته التي بين دار البطيخ والشامية ، توفي في شهر ربيع الآخر ، وله مدرسة بالبلد انتهى. وقال في مختصر تاريخ الاسلام في سنة
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٢٩١.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢١١.