وعماد الدين بن موسك (١) والظهير بن سنقر الحلبي ، وجدد المصانع والبرك ، وأحسن إلى الناس ، وتلقاه سالم صاحب المدينة ، وقدّم له خيلا ، وقدم سالم معه إلى الشام ، وأما قتادة (٢) صاحب مكة فقصر في خدمته ولم يرفع له رأسا انتهى. ورأيت على الهامش عن المظفر ابن الجوزي ، وكانت القلاع لبني صخر وهي قلعة ، فأخذها منهم ، ورتب فيها جماعة. وقال في سنة تسع وعشرين وستمائة : العزيز أخو المعظم وشقيقه ، عثمان بن محمد بن أيوب الملك العزيز ابن الملك العادل باني قلعة الصبيبة ، وكان عاقلا قليل الكلام ، مطيعا لأخيه المعظم ، وكان بعد موت المعظم قد قصد بعلبك ليأخذها من الملك الأمجد ، فأرسل إليه الملك الناصر داود فرحله عنها كرها ، فلما جاء الكامل إلى القدس ذهب إليه وحسن له أخذ دمشق ، ودفن في تربة المعظم انتهى. ثم قال العز الحلبي : أول من ذكر بها الدرس القاضي مجد الدين قاضي الطور إلى أن توفي. ثم وليها صدر الدين ابن الشيخ برهان الدين مسعود. ثم وليها بعده القاضي شرف الدين عبد الوهاب الحوراني. ثم وليها بعد القاضي شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي وبقي مستمرا بها إلى أن توفي. ثم وليها تقي الدين سليمان التركماني ، وهو مستمرّ بها إلى الآن انتهى. وقال ابن كثير في سنة أربع وتسعين وستمائة : وفي شهر رجب منها درس بالمعظمية القاضي شمس الدين بن العز ، انتزعها من يد العلاء ابن الدقاق انتهى. وقال في سنة سبع وتسعين : وفي يوم الجمعة ثاني عشر شهر ربيع الآخر أقيمت الجمعة في المدرسة المعظمية ، وخطب فيها مدرسها القاضي شمس الدين بن العز الحنفي انتهى ، وقد مرّت ترجمته ، وأن ابنه علاء الدين درس بالمعظمية بعده والله سبحانه وتعالى أعلم انتهى. ثم درس بالمعظمية بعده الشيخ عز الدين بن عبد العزيز ، وقد مرّت ترجمته في المدرسة العزيزية ، وأنه استقرّ عوضه في تدريس المدرستين المذكورتين القاضي بدر الدين الحسيني وشرف الدين بن الأذرعي كما تقدم في العزيزية انتهى. وقال الأسدي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة : الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن
__________________
(١) ابن كثير ١٣ : ١٨٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٧٦.