الملك العادل نور الدين محمود قد استعمله لبيت المقدس لما كان يؤمله من فتحه في حياته ، فما كان إلا على يدي بعض أتباعه بعد وفاته رحمهالله تعالى.
نكتة : قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في الروضتين : وقد تكلم عليه شيخنا ابو الحسن علي بن محمد السخاوي في تفسيره الأول فقال : وقع في تفسير أبي الحكم الأندلسي يعني ابن برجان في أول سورة الروم إخبار عن فتح بيت المقدس وأنه ينتزع من أيدي النصارى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة قال السخاوي : ولم أر مأخذ ذلك من علم الحرف وإنما أخذه فيما زعم من قوله تعالى : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) الآية ، فبنى الأمر على التاريخ كما فعله المنجمون ، ثم ذكر أنهم سيغلبون في سنة كذا على ما يقتضيه دوائر التقدير. ثم قال : وهذه نجابة وافقت إصابة ، إن صحّ أنه قال ذلك قبل وقوعه ، وكان في كتابه قبل حدوثه ، قال : وليس هذا من قبيل علم الحرف ولا من باب الكرامات لأنها لا تنال بحساب. قال : وقد ذكر في تفسير سورة القدر : أنه لو علم الوقت الذي نزل فيه القرآن لعلم الوقت الذي يرفع فيه. قلت : ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة : ويقال إن الملك نور الدين أوقف على ذلك فطمع ان يعيش إلى سنة ثلاث وثمانين لأن مولده في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، فتهيأ لأسباب ذلك حتى انه أعدّ منبرا عظيما هائلا لبيت المقدس إذا فتحه الله تعالى على يديه ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب انتهى.
٣٩ ـ المدرسة الحمصية
تجاه الشامية البرانية. قال ابن كثير في سنة ست وعشرين وسبعمائة : وفي يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة فتحت المدرسة الحمصية تجاه الشامية البرانية ، ودرّس بها الشيخ العالم العلامة محيي الدين الطرابلسي ، وكان رحمهالله تعالى قاضي حصن عكار ويلقب بأبي رياح ، وحضر عنده الشيخ العالم القاضي