اتخذت له بعد موته انتهى.
(تنبيه) : لنا مدرستان فخريتان إحداهما بالقدس الشريف. قال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة : القاضي فخر الدين كاتب المماليك وهو محمد بن فضل الله (١) ناظر الجيوش بمصر ، أصله قبطي فأسلم وحسن إسلامه ، وكان له أوقاف كثيرة وبرّ وإحسان إلى أهل العلم ، وكان صدرا معظما ، حصل له من السلطان حظ وافر ، وقد جاوز السبعين ، وإليه تنسب الفخرية بالقدس الشريف ، توفي في نصف شهر رجب ، وأحيط على أمواله وأملاكه بعد وفاته انتهى. ثانيتهما بمصر. قال الصفدي : عثمان بن قزل الأمير فخر الدين أبو الفتح الكاملي ، ولد بمدينة حلب الشهباء ، وكان من خيار أمراء الكامل ، وقف المدرسة المشهورة بالقاهرة والجوز المقابل لها ، وكتاب السبيل ، والرباط بمكة المشرفة ، والرباط بسفح المقطم ، وكان مبسوط اليد بالمعروف في الصدقات في حياته وبعد موته رحمهالله تعالى ، توفي بحران ، ودفن بظاهرها سنة تسع وعشرين وستمائة ، وكتب إليه زكي الدين بن أبي الإصبع وقد جاءه ولدان في ليلة واحدة يهنيه ويقول له شعرا :
ليهنك عيناك بدرا |
|
ن زيننا الخافقين |
الآن صرت يقينا |
|
عثمان ذا النورين |
٧٣ ـ المدرسة الفلكية
غربي المدرسة الركنية الجوانية ، بحارة الافتريس داخل بابي الفراديس والفرج ، أنشأها فلك الدين سليمان أخو الملك العادل سيف الدين أبي بكر لأمه. قال ابن شداد : وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ست وتسعين وخمسمائة : وفي شوال رجع إلى دمشق الأمير فلك الدين أبو منصور سليمان بن شروة بن خلدك ، وهو أخو الملك العادل لأمه ، وهو واقف المدرسة الفلكية داخل باب الفراديس وبها قبره ، فأقام بها محترما معظما إلى أن توفي رحمهالله
__________________
(١) ابن كثير ١٤ : ١٦٧.