إلى أن استولى قازان (١) على دمشق ، واستخرج منها ذلك المال العظيم ، وكان ظاهره أربعة آلاف ألف درهم وتوزيعه ما لا يحصى ، فباشره زين الدين كاتب ديوانه. قال ابن القضاعي : ولم يحصل إلى قازان منه عشره ، هذا غير ما بذله الناس مداراة وما أخذ من الحواصل ، ولما عادت الدولة الاسلامية وشمس الدين الأعسر (٢) المشدّ في شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة عوقب الشريف زين الدين وضرب هو وأخوه أمين الدين بدار الوزير الأمير شمس الدين الأعسر ، وصودر بأموال كثيرة ، وأخذ إلى مصر. ثم إن الأمير جمال الدين الأفرم أرسل في طلبه مرارا ليحاققه ، فأرسل إليه فولاه ديوانه ونظر الجامع ، ثم أعاده إلى الديوان ، فتوفي سنة ثمان وسبعمائة انتهى. وقال الذهبي في ذيل العبر في سنة أربع عشرة وسبعمائة : ومات نقيب الأشراف أمين الدين جعفر ابن شيخ الشيعة محيي الدين محمد بن عدنان الحسيني في حياة أبيه. فولي النقابة بعده ولده شرف الدين عدنان ، وخلع عليه بطرحة وهو شاب طرير انتهى. وقال في سنة تسع وثلاثين. وسبعمائة : ومات بدمشق نقيب الأشراف عماد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني ، وكان سيّد النبلاء ، وقف على من يقرأ الصحيحين بالنورية في الأشهر الحرم انتهى. وقال الحسيني في ذيل العبر في سنة تسع وأربعين وسبعمائة : ومات السيد الشريف النقيب علاء الدين علي بن السيد النقيب زين الدين الحسيني ابن محمد بن عدنان نقيب العلويين بدمشق ، ولد في مستهل سنة خمس وثمانين وستمائة ، وسمع من ابن البخاري ، وباشر المواريث ، ثم نقابة السادة الأشراف ، وتوفي في شعبان ، وولي بعده زين الدين الحسيني ابن عمه انتهى. وقد تقدم في الأمجدية والأسدية شيء من تراجم بني عدنان.
٩٨ ـ المدرسة الجركسية
ويقال لها الجهاركسية بالصالحية مشتركة بين الحنفية والشافعية ، ويؤيد هذا
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٩.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٢٠.