ثمان وثمانمائة بمدينة عجلون ، ودرّس بالشامية البرانية بعد وفاة شيخنا بدر الدين بن قاضي شهبة ، وفي المدرسة الركنية هذه وفي الكلاسة نيابة وفي غيرهن من المدارس ، وانتهت إليه الفتاوى والعمدة على إفتائه ، وكان أعجوبة في سرعة الكتابة عليها مع الاصابة ، وكان يخطب نيابة على المنبر الأموي خطبا حسنة بعد شيخنا ابن الشيخ خليل يسمعه غالب من في الجامع ، ويخشع القلب عند سماعها ، توفي بمنزله شمالي البادرائية بمرض الدق في ثلث ليلة الاثنين عشرين رمضان سنة ثمان وسبعين ، وصلى عليه القاضي الشافعي قطب الدين الخيضري بالجامع عند باب الخطابة. وخلفه نائب الشام جاني بك قلقسيس ، وكانت جنازته حافلة ، ودفن تحت المئذنة البصية ، شرقي مسجد البص بطرف مقبرة باب الصغير على جادة الطريق الآخذ إلى مسجد النارنج شرقي تربة قطب الدين الخيضري. ثم درس بعده بها الشيخ العلامة تقي الدين أبو الصدق أبو بكر ابن قاضي القضاة ولي الدين عبد الله ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن الدمشقي ، الشهير بابن قاضي عجلون (١) ، ثم نزل عن نصف تدريسها ونظرها للعلامة برهان الدين بن المعتمد ، ودرّس في نصفه بها في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين في كتاب الصداق ، والنصف الآخر للسيد كمال الدين محمد ابن السيد عز الدين حمزة الحسيني ، ودرّس بها في نصفه في سنة ست وثمانين في أول كتاب الصلح ، وقد تقدمت ترجمته رحمهالله تعالى في الأمينية.
٤٦ ـ المدرسة الرواحية
شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه ، شمالي جيرون وغربي الدولعية وقبلي الشريفية الحنبلية. قال ابن شداد : بانيها زكي الدين أبو القاسم التاجر المعروف بابن رواحة انتهى. وقال الذهبي في تاريخه العبر في من مات سنة اثنتين وعشرين وستمائة : الزكي بن رواحة هبة الله بن محمد الأنصاري التاجر المعدّل واقف المدرسة الرواحية بدمشق وأخرى بحلب ، توفي
__________________
(١) شذرات الذهب ٨ : ١٥٧.