الدين علي بن إسحاق في الدولعية عن الشيخ تاج الدين الفزاري أنه قال : كان في أخلاقه شراسة ، وتقدم أيضا في الجاروخية ذكر جده الأدنى الحسين بن علي عن الحافظ ابن كثير ، أنه كان واسع الصدر ، كبير الهمة ، كريم النفس مشكورا في فهمه وفصاحته ومناظرته والله أعلم ، ثم ولي تدريسها بعد الشيخ علاء الدين بحكم وفاته الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة ، قرره فيها قاضي القضاة نجم الدين بن حجي. ثم تقرر فيها وفي العذراوية يحيى بن بدر الدين بن المدني ، والقاضي بدر الدين بن مزهر ، ثم قال : في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وفي يوم الأربعاء رابعه ، دعوت بالشامية البرانية ، وكان حضور الناس قليلا في هذه السنة جدا غير الجهات التي بيدي ، حضر قاضي القضاة بالغزالية مرة واحدة ، وحضر معه محيي الدين المصري بالشامية الجوانية مدة نيابته ثلاث مرات وحضر بالركنية مرة واحدة انتهى. ولا أعلم متى تولى محيي الدين فليحرر (كذا) يعني الركنية. ثم قال : في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وفي [يوم] الأربعاء عاشره أو حادي عشره حضرت الدرس بالمدرسة الركنية نصفها أصالة ونصفها نيابة انتهى. ولم يزد عليه حتى يعلم كيف ذلك. ثم قال في صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة : وفي يوم الأربعاء حادي عشره درس المولى سري الدين حمزة بالمدرسة الركنية ، نزله له وللقاضي تقي الدين بن الأذرعي عن نصف تدريسها والنصف الآخر بيد نجم الدين بن البدوي يأكله بلا مشاورة. ويوم الأربعاء ثامن عشره درّس القاضي تقي الدين الأذرعي في الركنية عن الربع الذي صار إليه. ثم قال في ذي القعدة سنة تسع وأربعين : ويوم الأربعاء ثاني عشره درس خطّاب بالركنية انتهى ، ولم يزد ، ثم ترك بياضا ، والظاهر أن تدريسه عن ابن المدني في نصفه ، واستمرّ التدريس بيد الشيخ زين الدين خطاب بكماله إلى حين وفاته.
وهذه ترجمة شيخنا العلامة مفتي المسلمين زين الدين خطاب ابن الأمير عمر بن مهنا بن يوسف بن يحيي الفزاري (بكسر الغين المعجمة وبالزاي المنقوطة الخفيفة) العجلوني ثم الدمشقي الشافعي ، ميلاده تقريبا سنة سبع أو