تدريس الظاهرية البرانية ، ولما توفي الشيخ شهاب الدين ابن نشوان ساعده القاضي نجم الدين حتى نزل له القاضي تاج الدين ابن الزهري عن تدريس العذراوية.
قال ابن قاضي شهبة : في المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائة عقيب وفاة الشيخ برهان الدين بن خطيب عذرا وجعلت بقية الجهات باسم قاضي القضاة ، فلما جاء قاضي القضاة يعني من الحجاز ولي الشيخ علاء الدين بن سلّام نصف تدريس الركنية الثاني الذي كان بيد برهان الدين ، فكملت له حينئذ ، وولي الشيخ شمس الدين البرماوي تدريس الرواحية ونظر تربة بلبان انتهى. ثم قال : في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين المذكورة وفي يوم الأربعاء سابع عشره درّس الشيخ علاء الدين بن سلّام بالركنية لأجل النصف الذي تولّاه عوضا عن الشيخ برهان الدين بن خطيب عذرا ، وحضر قاضي القضاة والفقهاء وخطب وبالغ في الدعاء والثناء للقاضي نجم الدين بن حجي وللسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف ناظر المكان ، ودرّس في أول الهبة انتهى. وكان فاضلا في الفقه يستحضر كثيرا من كتب الفقه للرافعي ويحفظ عليه إشكالات وأسئلة حسنة ، ويعرف المختصر معرفة جيدة ، ويعرف الألفية معرفة تامة ، ويحفظ كثيرا من تواريخ المتأخرين ، وله يد طولى في النثر والنظم ، وكان منجمعا عن الناس ، ولا يكتب على الفتاوى إلا قليلا ، وبحثه أحسن من تقريره ، وكان كثير التلاوة حسن الصلاة ، مقتصدا في ملبسه وغيره ، شريف النفس مليح المحاضرة ، ولم يكن فيه ما يعاب إلا أنه كان يطلق لسانه في بعض الناس. ويأتي في ذلك بعبارات غريبة ، حجّ في سنة تسع وعشرين وثمانمائة ، فلما قضى حجه ورجع مرض بين الحرمين ومات بوادي بني سالم ونقل إلى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام ، فدفن رحمهالله تعالى بالبقيع وغبط بذلك انتهى كلام الأسدي. وأخبرني ولده بدر الدين شيخنا أنه كان شرس الأخلاق ، وأنه ولي تدريس مشيخة النحو بالناصرية الجوانية والله سبحانه وتعالى أعلم. وقد تقدم في ترجمة جده كمال