ودفن بمقبرة الشيخ أرسلان رحمهماالله تعالى ، على حافة الطريق على يمين المتوجه إلى الباب الشرقي ، إلى جانب الشيخ زين الدين الكردي (١) ، ورؤيت له منامات حسنة ، منها ما حكاه لي الشيخ أحمد الخجندي ، قال : رأيته في النوم فقلت له : ما فعل الله بك؟ فتغير حاله فأكدت عليه في السؤال فقال : الحق تكرم علي انتهى ، وولي النائب تصديره لشخص يقال له ناصر الدين بن الكبودي ، وبقية الجهات جعلت باسم ابن قاضي القضاة. ثم قال ابن قاضي شهبة : وفي ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الأربعاء ثامنه درس الشيخ علاء الدين بن سلّام في المدرسة الركنية ، ودرّس في قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) الآية ه. والشيخ علاء الدين بن سلّام هذا هو الامام العالم المتقن المجمل علاء الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين عبد الله بن كمال الدين محمد ابن الشيخ العالم شرف الدين الحسين ابن الشيخ كمال الدين المعروف بابن سلّام (بتشديد اللام) كما تقدم في نسب جديه في الدولعية والجاروخية ، ولد سنة خمس أو ست وخمسين وسبعمائة ، وحفظ التنبيه والألفية ومختصر ابن الحاجب ، واشتغل في الفقه على الشيخ شمس الدين ابن قاضي شهبة ، وعلى الشيخ علاء الدين بن حجي وتلك الطبقة ، وفي النحو والأصول على المشايخ من أهل عصره ، ورحل إلى القاهرة لاكمال قراءة المختصر على الركراكي (٢) المالكي. قال الشيخ تقي الدين الأسدي : وكان الركراكي يعرف المختصر أحسن من الذي صنفه ، ولازم الاشتغال حتى مهر وفضل واشتهر بالفضل وهو صغير. قال لي : كنت أبحث في الشامية البرانية في حلقة ابن خطيب يبرود ، وكان يحضر الدروس فلا يترك شيئا يمرّ به حتى يعترضه ، وينشر البحث بين الفقهاء بسبب ذلك ، وفي الفتنة التيمورية حصل له نصيب وافر من العذاب والحريق ، وأصيب بماله كما جرى لغيره ، وأخذوه معهم إلى ماردين ، ثم رجع من هناك ، وبعد وفاة الحافظ شهاب الدين بن حجي نزل له القاضي نجم الدين ابن حجي عن
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١٣٧.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٣٣١.