وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية. وقال الشيخ تقي الدين الأسدي في صفر سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الأربعاء تاسع عشريه حضرت الدرس بالحلقة القوصية بالجامع الأموي ، وكان المرحوم بدر الدين ابن الشيخ شمس الدين المغربي قد نزل في مرض موته عن نصف تدريس التقوية ونصف تدريس القوصية ولولده عن النصف الآخر انتهى. وقال في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين : وفي يوم الأحد رابع عشره درس القاضي تقي الدين ابن الأذرعي بالحلقة القوصية ، أعرضت له عنها وحضرت أنا عنده وجماعة من الفقهاء انتهى. ثم درس بها شيخنا العلامة بدر الدين بن قاضي شهبة. ثم درس بها القاضي محب الدين أبو الفضل محمد ابن شيخنا العلامة القاضي برهان الدين بن قاضي عجلون. ثم درس بها صهره السيد كمال الدين ابن السيد عز الدين في كتاب البيع ، وقد مرت ترجمتهم في المدرسة الأمجدية انتهى.
٧٧ ـ المدرسة القيمرية
بالحريميين. قال ابن شداد : المدرسة القيمرية ، منشؤها الأمير ناصر الدين الحسين بن علي ، وقفها على القاضي شمس الدين علي الشهرزوري (١) ، وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. وقال الذهبي في عبره سنة خمس وستين وستمائة : والقيمري الإمام مقدّم الجيوش ناصر الدين حسين بن عبد العزيز الذي أنشأ المدرسة بسوق الحريميين ، كان بطلا شجاعا رئيسا عادلا جوادا ، وهو الذي ملك دمشق للناصر ، توفي مرابطا بالساحل في شهر ربيع الأول انتهى. وقال في مختصر تاريخ الاسلام في هذه السنة : ومات واقف المدرسة القيمرية مقدم الجيوش ناصر الدين حسين بن عبد العزيز القيمري انتهى. وقال تلميذه ابن كثير في هذه السنة أيضا : واقف القيمرية الأمير الكبير ناصر الدين أبو المعالي الحسين بن عبد العزيز بن أبي الفوارس القيمري الكردي ، كان من أعظم الأمراء مكانة عند الملوك ، وهو الذي سلم الشام إلى الملك الناصر صاحب حلب حين قتل توران شاه بن الصالح (٢) أيوب بمصر ، وهو واقف المدرسة
__________________
(١) ابن كثير ١٣ : ٢٨٨.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢٤١.