بدمشق ، وبها قبره ، وأكثر مشايخ معجمه بالإجازة ، توفي سنة ثلاث وخمسين انتهى. ثم درس بها الشيخ علاء الدين بن العطار ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الدوادارية. قال ابن كثير في تاريخه في سنة أربع وسبعمائة : وفي ذي القعدة تكلم الشيخ شمس الدين بن النقيب وجماعة من الفقهاء في الفتاوى الصادرة من الشيخ علاء الدين بن العطار شيخ دار الحديث النورية والقوصية ، وإنها مخالفة لمذهب الشافعي ، وفيها تخبيط كثير ، فتوهم من ذلك وراح إلى الحنفي فحقن دمه وأبقاه على وظائفه ، ثم بلغ ذلك نائب السلطنة ـ يعني الأفرم ـ فأنكر على المنكرين عليه ورسم عليهم ثم اصطلحوا ، ورسم نائب السلطنة أن لا تثار الفتن بين الفقهاء انتهى. ثم درس بها البرهان الإسكندري في سنة تسعين وستمائة. ثم درس بها قاضي طرابلس ابن المجد. قال ابن كثير في سنة ثلاثين وسبعمائة : قاضي قضاة طرابلس شمس الدين محمد بن عيسى ابن محمود البعلبكي المعروف بابن المجد الشافعي ، اشتغل مدة وبرع في فنون كثيرة ، وأقام بدمشق مدة يدرّس بالقوصية بالجامع ، ويؤمّ في مدرسة أم الصالح ، ثم انتقل إلى قضاء طرابلس ، فأقام بها أربعة أشهر ، ثم توفي في سادس شهر رمضان. قال الصلاح الصفدي : القاضي شمس الدين بن المجد ابن محمد بن عيسى بن عبد اللطيف العلامة المناظر البعلبكي الشافعي ، ولد سنة ست وستين ببعلبك ، وتوفي سنة ثلاثين وسبعمائة ، تفقه وبرع بحلب ، وكان صاحب فنون ، ولي قضاء بعلبك مدة ، ثم ترك ذلك وسكن دمشق ، وأمّ بتربة أم الصالح ، ودرس بالقوصية ، ثم انتقل إلى قضاء طرابلس ، فمات بعد أشهر انتهى. وسمع الكثير. وقرأ على ابن مشرف والموازيني (١) ، وسمع سنن ابن ماجة من القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان ، وأجاز له بخطه في سنة تسع وعشرين وستمائة بدمشق انتهى. ثم تولاها بعده ولده تقي الدين وهو أحد الفضلاء المشهورين ، أسمعه والده ولم تطل مدته حتى عزل عنها وأخرج منها. ثم درّس بها الامام بهاء الدين ابن إمام المشهد ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ١٨.