درهم ، فأضرّ الناس وباعوا بساتينهم بالهوان انتهى. ثم درس بهذه المدرسة قاضي القضاة شمس الدين الحريري ، وقد مرت ترجمه في المدرسة الفرخشاهية.
١٢٩ ـ المدرسة المعظمية
بالصالحية بسفح قاسيون الغربي جوار المدرسة العزيزية. قال الغزي الحلبي : المدرسة المعظمية والمدرسة العزيزية مجاورة لها ، انشئت المدرسة المعظمية في سنة إحدى وعشرين وستمائة ، والمدرسة العزيزية في سنة خمس وثلاثين وستمائة انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة أربع وعشرين وستمائة : والملك المعظم سلطان الشام شرف الدين عيسى بن العادل الفقيه الأديب ، ولد بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وحفظ القرآن الكريم ، وبرع في الفقه ، وشرح الجامع الكبير في عدة مجلدات باعانة غيره ، ولازم الاشتغال زمانا ، وسمع المسند كله لابن حنبل ، وله شعر كثير ، وكان عديم الالتفات إلى النواميس وأنفة الملوك ، ويركب وحده مرارا ثم تتلاحق مماليكه بعده ، توفي في سلخ ذي القعدة ، وكان فيه خير وشرّ كثير سامحه الله ، تملك بعد أبيه انتهى. وقال ابن كثير في سنة أربع وعشرين وستمائة : السلطان الملك المعظم عيسى بن العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب ملك دمشق والشام ، وكانت وفاته يوم الجمعة سلخ ذي القعدة من هذه السنة ، وكان استقلاله بملك دمشق لما توفي أبوه سنة خمس عشرة وستمائة ، وكان شجاعا عاقلا فاضلا ، اشتغل في الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه على الحصيري رحمهالله تعالى مدرس النورية فقرأ عليه الجامع وغيره ، وفي اللغة والنحو على الشيخ تاج الدين الكندي ، وكان محفوظه مفصل الزمخشري ، وكان يصل من يحفظه بثلاثين دينارا ، وكان أمر أن يجمع له كتاب في اللغة يشتمل على صحاح الجوهري والجمهرة لابن دريد ، والتهذيب للأزهري وغير ذلك ، وأمر أن يرتب له مسند أحمد ، وكان يحب العلماء ويكرمهم ، ويجتهد في متابعة الخير ويقول : أنا على عقيدة الطحاوي ، وأمر عند وفاته أن لا يكفن إلا في البياض ، وأن يلحد له ويدفن في الصحراء ولا يبنى عليه ، وكان يقول : واقعة دمياط