أذخرها عند الله تعالى وأرجو أن يرحمني بها ـ يعني أنه أبلى فيها بلاء حسنا رحمهالله تعالى ـ وقد جمع له بين الشجاعة والسماحة والبراعة والعلم ومحبة أهله ، وكان يجيئ في كل يوم جمعة إلى تربة والده فيجلس قليلا ، ثم إذا ذكر المؤذنون ينطلق إلى تربة عمه صلاح الدين فيصلي فيها الجمعة ، وكان قليل التعاظم ، يركب في بعض الأحيان وحده ثم يلحقه بعض غلمانه سوقا. وقال فيه بعض أصحابه وهو محب الدين بن أبي السعود البغدادي :
لئن غودرت تلك المحاسن في الثرى |
|
بوالي ما وجدي عليك ببال |
ومذ غبت عني ما ظفرت بصاحب |
|
أخي ثقة إلا خطرت ببالي |
وملك دمشق بعده ولده الناصر داود بن المعظم وبايعه الأمراء انتهى. وقال ابن كثير في سنة اثنتين وستمائة : وفي يوم الجمعة العشرين من شهر ربيع الأول توفيت الخاتون أم السلطان الملك المعظم زوجة الملك العادل ، فدفنت بالقبة بالمدرسة المعظمية بسفح قاسيون انتهى وقال في سنة ست وستمائة : وفيها توفي الملك المغيث فتح الدين عمر ابن الملك العادل ، ودفن بتربة أخيه الملك المعظم بسفح قاسيون انتهى. وقال : ولما توفي الملك الجواد يونس بن مودود ابن الملك (١) العادل مسجونا بسجن عزّتا نقل إلى تربة المعظم بسفح قاسيون انتهى. وقال في سنة خمس وخمسين وستمائة في ترجمة الملك الناصر داود ابن المعظم عيسى ابن العادل (٢) : رسم عليه الناصر بن العزيز بقرية البويضاء التي لعمه مجير الدين يعقوب (٣) حتى توفي بها في هذه السنة ، فاجتمع الناس وحمل منها فصلي عليه ، ودفن عند والده بسفح قاسيون. وقال في سنة اثنتين وتسعين وستمائة : الملك الزاهر مجير الدين أبو سلمان داود ابن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص ابن ناصر الدين محمد ابن الملك المعظم ، توفي ببستانه عن ثمانين سنة ، وصلي عليه بالجامع المظفري ، ودفن بتربته بالسفح ، وكان دينا كثير
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٢١٢.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢٧٥.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ٢٦٦.