الصلاة في الجامع ، وله إجازة من المؤيد الطوسي ، ومن زينب الشعرية (١) ، وأبي روح (٢) وغيرهم ، وتوفي في جمادى الآخرة انتهى. وقال البرزالي في تاريخه في سنة ثلاثين وسبعمائة : وفي بكرة السبت عاشر جمادى الآخرة توفي الأمير العالم الفاضل سيف الدين أبو بكر محمد بن صلاح الدين أبي الحسن محمد ابن الملك الأمجد مجد الدين الحسن ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين داود ابن الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل سبط أبي بكر محمد بن أيوب ابن شادي بسفح جبل قاسيون ، وصلي عليه الظهر بجامع الصالحية ، ودفن بالتربة المعظمية عند والده وأجداده ، وكان فقيها فاضلا وله شعر كتب عنه شيئا منه سنة خمس وسبعمائة ، وذكر لي أنه مدح الخليفة والسلطان وقاضي القضاة نجم الدين بن صصري والشيخ كمال الدين بن الزملكاني ، وذكر لي أن الشيخ كمال الدين المذكور أجابه بقصيدة مدحه فيها عوضا عن قصيدته ، وأقام بحماة مدة ، ثم عاد إلى دمشق واقام بها ، وسمع معنا على الفاروثي وغيره ، وكان يسمع مع والده أيام الجمع بالكلاسة بقراءة الشيخ جمال الدين المزي ، وسمع بقراءتي على ابن مؤمن سنة تسعين وستمائة انتهى.
وقال الصفدي في حرف الباء : أبو بكر بن داود بن عيسى بن أبي بكر بن محمد بن أيوب بن شادي سيف الدين الملقب بالملك العادل ، كان جمع من حسن الأوصاف ، ومكارم الأخلاق ، وحسن الصورة ، وسعة الصدر ، وحسن العشرة ، وكثرة الايصال ، واحتمال الأذى ، وبذل المعروف ، ما لا يضاهيه في ذلك أحد من أبناء جنسه ، وكان له ميل للاشتغال بالعلم والأدب ، وعنده ذكاء مفرط ، وحدة ذهن ، وعبارة حلوة ، وآدابه ملوكية ، لم ير في زمانه أوفر عقلا منه ، وكان له وقار وحشمة وميل إلى أرباب القلوب وأصحاب الاشارات يلازمهم ويقتدي بهم ، ويمتثل ما يأمرونه به ، ويزور الصلحاء حيث سمع بهم ، وروى عن ابن اللتي ، وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وستمائة ، وصلي عليه بالجامع الأموي ، وحمل إلى تربة جده الملك المعظم بسفح قاسيون ، وهو في عشر
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٦٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٨١.