ست عشرة وثمانمائة ، ودفن عند والده بالصوفية على جادة الطريق عند رجلي ابن الصلاح رحمهالله تعالى ، وقد تقدمت تتمة ترجمته في المدرسة الأتابكية أه.
٣٥ ـ المدرسة البادرائية
داخل باب الفراديس والسلامة شمالي جيرون وشرقي الناصرية الجوانية وكانت قبل ذلك دارا تعرف بأسامة. قال ابن كثير في تاريخه في سنة تسع وستمائة : أسامة الجبلي احد أكابر الأمراء ، وكان بيده قلعة عجلون وكوكب ، وكان شيخا كبيرا قد أصابه النقرس ، اعتقله العادل ببلد الكرك ، واستولى على حواصله واملاكه وامواله ، من ذلك داره وحمامه داخل باب السلامة ، وداره هي التي جعلها البادرائي مدرسة انتهى ملخصا. قال ابن شداد : المدرسة البادرائية أنشأها الشيخ الإمام العلامة نجم الدين ابو محمد عبد الله بن ابي الوفاء محمد بن الحسن بن عبد الله بن عثمان البادرائي (بالمعجمة) البغدادي الفرضي ، ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وسمع من جماعة وتفقه وبرع في المذهب ، ودرّس بالنظامية ، وترسل عن الخلافة غير مرة ، وحدّث بحلب ودمشق ومصر وبغداد ، وبنى بدمشق المدرسة الكبيرة المشهورة.
قال الذهبي : وكان فقيها عالما دينا صدرا محتشما جليل القدر وافر الحرمة ، متواضعا دمث الأخلاق منبسطا ، وقد ولي القضاء ببغداد على كره منه ، وتوفي رحمهالله تعالى بعد خمسة عشر يوما في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة. وعافاه الله تعالى من فتنة التتار الكائنة ببغداد في ذي الحجة منها. وقال ابن كثير في هذه السنة : وفي يوم الأربعاء عاشر ذي الحجة من هذه السنة المباركة عمل عزاء واقف المدرسة البادرائية بها الشيخ نجم الدين عبد الله ابن محمد البادرائي البغدادي ، مدرّس النظامية ورسول الخلافة إلى ملوك الآفاق في الأمور المهمة ، وإصلاح الأحوال المدلهمة ، وقد كان فاضلا بارعا رئيسا متواضعا ، وقد ابتنى بدمشق مدرسة حسنة مكان دار الأمير أسامة الذي