انتهى. والشيخ شمس الدين هذا هو العلامة أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي الأصبهاني ، ولد بأصبهان سنة أربع وتسعين وستمائة في شعبان ، واشتغل بتبريز وتصدر للاقراء بها ، ثم قدم دمشق في سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، ودرّس بالرواحية هذه وأفاد الطلبة ثم قدم الديار المصرية.
قال البرزالي : طلب على خيل البريد بمرسوم السلطان ، وترجمته طويلة ، توفي رحمهالله تعالى شهيدا في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة : ودفن بالقرافة. ثم قال ابن كثير في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، وفي رابع عشر رمضان درّس عبد الله بن المجد بالرواحية عوضا عن ابن الأصبهاني بحكم إقامته بمصر انتهى. ورأيت بخط البرزالي في السنة هذه : وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان ذكر الدرس الشيخ شهاب الدين أحمد ابن الشيخ مجد الدين عبد الله الشافعي بالمدرسة الرواحية عوضا عن الشيخ شمس الدين الأصبهاني بمقتضى إقامته بالديار المصرية ، وحضر الدرس قضاة الشام وجماعة من الأعيان انتهى.
وقال في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي يوم الأحد سادس ذي الحجة ذكر الدرس بالمدرسة الرواحية بدمشق القاضي الامام العلامة فخر الدين المصري الشافعي عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين الشافعي الحاكم بمقتضى انتقاله إلى الحكم والتدريس من قبله ، وحضر الدرس المذكور القضاة الأربعة وأعيان المدرسين والفقهاء انتهى. وقد تقدمت ترجمة الامام فخر الدين المصري في المدرسة الدولعية. ثم درّس بها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء بن السبكي ، وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ثم درّس بها ولده قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله ، وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث المذكورة ، ثم درّس بها قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن بهاء الدين المتقدم ، وقد تقدمت ترجمته في الأتابكية. ثم ولي تدريسها الامام العلامة الفقيه المصنف مفتي المسلمين ، مفيد الطالبين ، أقضى القضاة شرف