وسمع بقراءتي على الشيخ تاج الدين الفزاري وغيره ، وتوجه في الجفل إلى القاهرة ، وسمع من المقاتلي ، وولي المدرسة بعده الشيخ عماد الدين ولد قاضي القضاة علم الدين الأخنائي ، ودرّس بها في تاسع عشر رجب انتهى.
وقال ابن كثير في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين : وفي هذا الشهر تولى عماد الدين ابن قاضي القضاة الأخنائي تدريس الصارمية وهو صغير بعد وفاة النجم هاشم البعلبكي ، وحضرها في شهر رجب وحضر عنده الناس خدمة لأبيه انتهى. ثم درّس بها الشيخ السيد الشريف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي نزيل الشامية الجوانية ، ميلاده سنة سبع عشرة وسبعمائة ، اشتغل وفضل ودرس بهذه المدرسة وأعاد بغيرها ، وكتب الكثير نسخا وتصنيفا بخطه الحسن ، فمن تصنيفه : مختصر الحلية لأبي نعيم (١) سماه (مجمع الأحباب) في مجلدات ، و (تفسير كبير) و (شرح مختصر ابن الحاجب) في ثلاث مجلدات ، نقل فيه كلام الأصفهاني فأكثر ، ونقل من شرح القاضي تاج الدين فوائد ، وصرّح بنقلها منه ، وكتاب في (أصول الفقه) مجلد ، وكتاب (الرد على الأسنوي في تناقضه). قال الحافظ ابن حجي السعدي : سمعته يعرض بعضه على القاضي بهاء الدين أبي البقاء السبكي قبل سفره إلى مصر ويقرأ عليه فيه. قال : وكان منجمعا عن الناس ، وعن الفقهاء خصوصا ، توفي في شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين وسبعمائة ، ودفن عند مسجد القدم. ثم درّس بها شرف الدين يونس ابن قاضي القضاة علاء الدين علي ابن قاضي القضاة أبي البقاء السبكي وهو صبي صغير ، توفي في يوم الأربعاء خامس عشرين صفر سنة أربع عشرة وثمانمائة ، كان قد صلى في العام الماضي بمدرسة الخبيصية ، وله ذكاء ومعرفة ، وحضر جنازته. خلق من الفقهاء. قال الأسدي : وهو أخر من بقي من الذكور من ذرية أبي البقاء فيما أظن ، إلا أن يكون بمصر أحد من أولاد ابن عمه جلال الدين ابن القاضي بدر الدين ، وولي وظائفه ، وحضر في تدريس العزيزية
__________________
(١) شذرات الذهب ٣ : ٢٤٥.