عذراء المنسوب إليها المدرسة العذراوية ، وقبره بالتربة النجمية جوار المدرسة الحسامية بمقبرة العوينة ظاهر دمشق انتهى. وهي التربة التي داخل الشامية البرانية ، وأول من درس بها من الشافعية الامام فخر الدين بن عساكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ، وقد مرّت ترجمته في دار الحديث العروية. وقال ابن شداد : ثم ولي تدريسها مجد الدين بن الحبوبي ، ثم بعده شمس الدين ابن سني الدولة. ثم من بعده نجم الدين الحنبلي. ثم وليها رفيع الدين الجيلي. ثم من بعده عز الدين عبد العزيز بن أبي عصرون. ثم من بعده رفيع الدين الجيلي. ثم محيي الدين ابن الزكي أي زكي الدين. ثم صدر الدين بن سني الدولة. ثم نجم الدين ولده ، ثم شمس الدين ابن خلكان. ثم عماد الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد القادر عرف بابن الصائغ ، ومن بعده قاضي القضاة عز الدين أخو القاضي بدمشق الآن وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. وقد مرت ترجمة نجم الدين الجيلي في الصالحية المعروفة بتربة أم الصالح ، وترجمة رفيع الدين الخبلي في المدرسة الأمينية ، وأما عماد الدين بن الصايغ ، فقال ابن كثير فيمن توفي سنة أربع وسبعين وستمائة : الشيخ عماد الدين عبد العزيز محمد بن عبد القادر بن عبد الله (١) بن خليل بن مقلد الأنصاري الدمشقي أخو عز الدين ، كان مدرسا بالعذراوية وشاهدا بالخزانة بالقلعة ، يعرف الحساب جيدا ، وله سماع ورواية ، توفي ودفن بقاسيون انتهى. وأما أخوه قاضي القضاة عز الدين هو أبو المفاخر محمد ، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة ، توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان أو ثلاث وثمانين وستمائة. ثم درس بها بعده العلامة صدر الدين المعروف بابن المرحل وبابن الوكيل ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ورأيت في ذيل العبر في سنة عشر وسبعمائة : ودرّس بالعذراوية الصدر سليمان الكردي ، وبالشامية الجوانية الأمين سالم (٢) ، انتزاعاهما من ابن الوكيل ، ثم أعيدتا إليه بشفاعة الأمير استدمر نائب حلب ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٨٣.
(٢) ابن كثير ١٤ : ١٣٠.