الحسن الدارقطني الحافظ ، أنا أبو بكر الأزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، حدّثني جدي ، حدّثني أبي ، عن إسحاق بن زياد من بني سامة بن لؤي ، عن شبيب بن شيبة ، عن خالد بن صفوان بن الأهتم ، قال : أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق ، قال : فقدمت عليه وقد خرج متبديا بقرابته وأهله وحشمه وغاشيته (١) من جلسائه ، فنزل في أرض قاع صحصح متنايف أفيح (٢) في عام بكر وسميّه ، وتتابع وليّه ، وأخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف أنوار نبتها من نور ربيع مونق فهو أحسن منظرا وأحسن مستنظرا وأحسن مختبرا بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب قال : وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن فيه فسطاط فيه أربعة أفرسة من خزّ أحمر مثلها مرافقها ، وعليه درّاعة من خزّ أحمر مثلها عمامتها ، قال : وقد أخذ الناس مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية السماط فنظر إليّ شبه المستنطق لي فقلت : تمم ـ وفي حديث ابن البنّا : أتم ـ الله عليك يا أمير المؤمنين نعمه وسوّغكها بشكره وجعل ما قلّدك من هذا الأمر رشدا وعافية ما يؤول إليه حمدا خلّصه لك بالتقى ، وكثّره لك بالنماء. لا كدر عليك منه ما صفا ، ولا خالط مسروره الردى ، فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا ، إليك يقصدون في أمرهم ، وإليك يفزعون (٣) في مظالمهم ، وما أحد يا أمير المؤمنين ـ جعلني الله فداك ـ شيئا هو أبلغ في قضاء حقك وتوقير (٤) مجلسك ، مما من الله به عليّ من مجالستك ، والنظر إلى وجهك ، من أن أذكرك نعم الله عليك ، وأنبهك لتشكرها وما أجد يا أمير المؤمنين شيئا هو أبلغ من حديث من سلفت قبلك من الملوك ، فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته عنه.
قال : فاستوى جالسا وكان متكئا ، قال : هات يا ابن الأهتم ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق والسّدير في عام قد بكر وسميّه وتتابع وليّه وقد أخذت الأرض فيه زينتها من نور ربيع مونق في أحسن
__________________
(١) بالأصل وم : وعاشيته.
(٢) الأصل : «أقبح» والمثبت عن م.
(٣) الأصل : يفرعون والمثبت عن م.
(٤) الأصل : وتوفير والمثبت عن م.