عليه؟ فقال : ورثناه عن الآباء ونعمره للأبناء ، فيدفع عنه رب السماء ، فمثلنا فيه كما قال أوس بن مغراء :
فمهما كان من خير فإنا |
|
ورثناه أوائل أوّلينا |
ونحن مورّثوه كما ورثنا |
|
عن الآباء ـ إن متنا ـ بنينا |
قال : فقال له هشام : لله درك يا ابن صفوان ، لقد أوتيت لسانا وعلما وبيانا ، فأكرمه وأحسن جائزته وقدّمه على أصحابه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع المقرئ ـ قراءة ـ قالا : أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أبو منصور الصاغاني ، نا أبو عبيد ، نا يزيد ، عن سفيان بن حسين ، عن الحسن في قوله عزوجل : (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(١) فقال : كان والله سريا يعني عيسى صلىاللهعليهوسلم.
فقال له خالد بن صفوان : يا أبا سعيد ، إن العرب تسمي الجدول السّري ، فقال :
صدقت.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (٢) البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا أبو العيناء ، نا الأصمعي ، قال : قدم أمية بن عبد الله بن أسيد منهزما من أبي فديك فقال الناس : كيف ندعو لمنهزم؟ فقام خالد بن صفوان فقال : بارك الله لك أيها الأمير في قدومك ، والحمد لله الذي نظر لنا عليك ولم ينظر لك علينا ، فقد تعرضت للشهادة جهدك ، فعلم الله حاجتنا إليك ، فآثرنا بك عليك ، ولك عند الله ما تحب. فعلم الناس أنه لا يتعذر عليه أن يتكلم في شيء.
حدّثني أبو بكر السّلماسي ، عن أبي عبد الله محمّد بن فتوح ، أنا أبو القاسم منصور بن النعمان ـ بمصر ـ أنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن عبيد الله ، عن أبي العباس عبد الله بن عبيد الله الصفري ، عن أبي بكر الصّنوبري ، أنا علي بن سليمان الأخفش ، قال : قال محمّد بن يزيد المبرّد ، حدّثني ابن عائشة عن أبيه قال : قال خالد بن
__________________
(١) سورة مريم ، الآية : ٢٤.
(٢) ضبطت عن التبصير.