وقال بعض اللغويين : عضّنا الدهر إنما يقال فيه عظنا بالظاء والمعروف فيه الضّاد.
أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن أبي عبد الله الصوري ، ثم حدّثني أبو المعمر الأنصاري ، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، نا محمّد بن علي الصوري من لفظه ، قال : قرأت على أبي الحسن عبد الله بن القاسم بن علي بن القاسم بن زيد بن إسماعيل القاضي الهمداني ، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي ، نا أبو بكر بن دريد ، نا ابن أخي الأصمعي ، عن عمه قال : خرج خالد القسري يتصيد فإذا هو بأعرابي على أتان له هزيلة ومعه عجوز له فقال له خالد ممن الرجل؟ قال : من أهل المآثر والحسب ، قال : فأنت إذا من مضر ، فمن أيّها؟ قال : من الطاعنين للخيول والمعانقين في النزول ، قال : فأنت إذا من قيس عيلان ، فمن أيها؟ قال : من المانعين عن الجار والطالبين للثأر. قال : فأنت إذا من بني عامر بن صعصعة ، فمن أيّها؟ قال : من أهل السيادة والرئاسة قال : أنت إذا من جعفر بن كلاب ، فما أقدمك؟ قال : تتابع السنين وقلة رفد الرافدين ، قال : فمن قصدت؟ قال : أميركم هذا الذي رفعته (١) أمرته وحطته أسرته ، قال : فأنا خالد ، وأنا معطيك غناك ، قال : كلا ، والله لا أقبل لك رفدا بعد أن أسمعتك قذعا (٢) ورجع منصرفا ، فقال خالد : بمثل صبر هذا الشيخ نال آباؤه الشرف.
أخبرنا خالي أبو المعالي ، أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عثمان ، أنا أحمد بن عبيد الله بن محمّد ، أنا أبو مسلم الكاتب ، أنا أبو بكر بن دريد ، نا عبد الله ـ يعني ـ ابن دريد ، عن أبيه ، عن الهيثم ـ يعني ابن عدي ـ قال : كان خالد بن عبد الله القسري يقول : لا يحتجب الوالي إلّا لثلاث خصال : إما رجل عيّي فهو يكره أن يطلع الناس على عيّه ، وإما رجل مشتمل على سوء فهو يكره أن يعرف الناس ذلك ، واما رجل بخيل يكره أن يسأل (٣).
أخبرنا أبو العزّ السّلمي ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه ، وقال : اروه عني ـ أنا
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن المختصر ٧ / ٣٨٢ وفي م : رفعته إمارته.
(٢) القذع : الرمي بالفحش وسوء القول.
(٣) نقله الذهبي مختصرا في سير الأعلام ٥ / ٤٢٩.