أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح ، نا محمّد بن عمران ، عن أبيه ، قال : كتب خالد بن عبد الله القسري إلى أبان بن الوليد ـ وكان قد ولّاه المبارك ـ :
أمّا بعد ، فإن الرعية (٢) من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها ، وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه ، وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده ، فأحسن إلى رعيتك بالرفق بهم ، وإلى نفسك بالإحسان إليها ، ولا تكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه ، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه ، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قلّ ذنبه ورجوت مراجعته ، ولا تطلب منهم إلّا مثل الذي تبذل لهم ، واتق الله تعالى في العدل عليهم والإحسان إليهم ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، اصرم فيما علمت ، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك إن شاء الله والسلام.
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو البركات الأنماطي مما لم أسمعه.
أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، نا محمّد بن عمرو العقيلي ، نا محمّد بن عيسى ، نا عمر بن شبّة ، نا أبو نعيم ، حدّثني الفضل بن الزبير ، قال : سمعت خالدا القسري ، وذكر عليا فذكر كلاما لا يحلّ ذكره.
قال : ونا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت يحيى بن معين قال : خالد بن عبد الله القسري كان واليا لبني أميّة وكان رجل سوء ، وكان يقع في علي بن أبي طالب (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي :
قال : خبرت أن خالدا (٤) بن عبد الله القسري ذم بئر زمزم قال : فقال إن زمزم لا تنزح ولا تذم ، بلى والله إنها تنزح وتذم ولكن هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكّة
__________________
(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٩٩.
(٢) الجليس الصالح : «بالرعية» وهو الأظهر ، باعتبار ما يأتي.
(٣) الخبر في ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣٠٨٤ ـ ٣٠٨٥.
(٤) الأصل وم : خالد.