وكان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك (١).
قال : ونا الأصمعي ، نا أبو عاصم النبيل ، قال : ساق خالد ماء إلى مكّة فنصب طستا إلى جانب زمزم ـ قال أبو عاصم : قد رأيتها ـ ثم خطب فقال : قد جئتكم بماء الغادية لا تشبه أم الخنافس ـ يعني زمزم (٢) ـ.
قال : ونا الأصمعي ، نا أبو عاصم ، قال : سمعت عمرو بن قيس (٣) يقول لما أخذ خالد سعيد بن جبير ، وطلق بن حبيب خطب فقال : كأنكم أنكرتم ما صنعت ، والله أن لو كتب (٤) إلى أمير المؤمنين لنقضتها حجرا حجرا ـ يعني الكعبة ـ.
قال : ونا الأصمعي ، قال : وسمعت شبيب يقول : ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك.
قال : وكان سبب عزله أن امرأة أتت خالدا فقالت له : إن غلامك فلانا توثّب علي وهو مجوسي فأكرهني على الفجور وغصبني نفسي فقال : كيف وجدت قلفته؟ فكتب بذلك حسان النبطي إلى هشام بن عبد الملك فعزله وولّى يوسف بن عمر العراق (٥).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، نا شبيب بن شيبة ، قال : خطب خالد بن عبد الله القسري ، فقال وهو على المنبر : يسومونني أن أقتد من كاتبي ، ولئن أقدت منه لقد أقدت من نفسي ، ولئن أقدت من نفسي لقد أقاد أمير المؤمنين من نفسه ، ولئن أقاد أمير المؤمنين من نفسه لقد أقاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من نفسه ، ولئن أقاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من نفسه ليقيدن هاه هاه هاه ويومئ بيده ـ أو قال (٦) باصبعه ـ إلى فوق جل ربنا وتعالى علوا كبيرا (٧).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٨٥.
(٢) بغية الطلب ٧ / ٣٠٨٥ وسير الأعلام ٥ / ٤٢٩.
(٣) الأصل : قبيس ، والمثبت عن ابن العديم ومختصر ابن منظور وم.
(٤) الأصل وم : كنت ، والمثبت عن ابن العديم.
(٥) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٠٨٥ وسير الأعلام ٥ / ٤٢٩.
(٦) بالأصل : «أقال» والمثبت عن ابن العديم.
(٧) بغية الطلب ٧ / ٣٠٨٦ وسير الأعلام ٥ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠.