رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن هذا الأمر إلى الله فمن يسّره للهدى تيسّر ، ومن يسر للضلالة (١) كان فيها» [٣٨٩٧].
وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان ، وكان سادنها أفلح بن النضر الشيباني من بني سليم ، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين ، فقال له أبو لهب : ما لي أراك (٢) حزينا؟ [قال :] أخاف أن تضيع العزّى من بعدي. [قال] أبو لهب : فلا تحزن فأنا أقوم عليها بعدك ، فجعل كل من لقي قال : إن تظهر العزّى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها ، وإن يظهر محمّد على العزّى ـ ولا أراه يظهر ـ فابن أخي ، فأنزل الله عزوجل (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ)(٣) ويقال : إنه قال هذا في اللّات.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، نا عبد بن حميد ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد ـ أحسبه قال ـ إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا ، وجعل خالد بهم قتلا وأسرا ، قال : ثم دفع إلى كل رجل منا أسيرا حتى إذا أصبح يوما أمرنا فقال : ليقتل كل رجل منكم أسيره قال ابن عمر : فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، قال : فقدمنا على النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر له ما صنع خالد ، قال فرفع يديه فقال : «اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع (٤) خالد» مرتين أو ثلاثا [٣٨٩٨].
رواه البخاري (٥) عن محمود ، ورواه النسائي (٦) عن نوح بن حبيب جميعا عن عبد الرزاق.
__________________
(١) بالأصل : للصلاة ، شطبت وكتب على الهامش : للضلالة ، وهو ما أثبتناه وهذا يوافق عبارة الواقدي ، وفيها : يسره للضلالة.
(٢) قوله : «ما لي أراك» سقط عن الأصل واستدرك عن هامشه وبجانبه كلمة صح.
(٣) الآية الأولى من سورة المسد.
(٤) كذا بالأصل بالأصل وعلى اللفظة علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب على الهامش : فعل.
(٥) البخاري (٤٣٣٩) في المغازي باب بعث النبي صلىاللهعليهوسلم خالدا إلى بني جذيمة.
(٦) النسائي ٨ / ٢٣٦ في القضاء : باب إذا قضى الحاكم بغير حق.