أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان.
ورجع أبو بكر إلى المدينة ، ومضى خالد بن الوليد ومعه أهل السّابقة من المهاجرين والأنصار ، فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبطاح وقتل مالك بن نويرة ثم أوقع بأهل بزاخة وحرّقهم بالنار ، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة : شتموا النبي صلىاللهعليهوسلم وثبتوا على ردّتهم.
ثم مضى إلى اليمامة فقاتل بها مسيلمة وبني حنيفة ، حتى قتل مسيلمة ، وصالح خالد أهل اليمامة على الصفراء والبيضاء والحلقة والكراع (١) ونصف السبي ، وكتب إلى أبي بكر : إني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به ، وحتى عجف الكراع ونهك الخفّ ونهك المسلمون بالقتل والجراح (٢).
وقدم خالد بن الوليد المدينة من اليمامة ، ومعه سبعة عشر رجلا من وقد بني حنيفة فيهم مجاعة بن مرارة وإخوته ، فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد ، متقلدا السيف معتما ، في عمامته أسهم فمر بعمر فلم يكلمه ، ودخل على أبي بكر فرأى منه كلما يحب فخرج مسرورا فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه فأمسك عن كلامه ، وإنما كان وجد عمر عليه فيما صنع بمالك بن نويرة : من قتله إياه ، وتزوّج امرأته وما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.
قال محمّد بن عمر : فهذا أثبت عندنا أن خالد بن الوليد رجع من اليمامة إلى المدينة ، وقد روى قوم من أهل العلم أن أبا بكر كتب إلى خالد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق ففعل.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا إبراهيم بن محمّد ، نا محمّد بن سفيان ، نا سعيد بن رحمة ، قال : سمعت ابن المبارك ، عن حمّاد بن سلمة ، أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس بن مالك أن خالد بن الوليد توجه بالناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم فعبروا النهر فاقتتلوا
__________________
(١) الحلقة : السلاح عامة. والكراع : الذهب والفضة والسلاح والدواب وقيل : الكراع : الخيل.
(٢) بالأصل وم : «والخراج» والمثبت عن ابن العديم ومختصر ابن منظور.