سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ألا أخبرك كيف كان بدو إسلامي؟ قال : بلى ، قال : بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر ، إذ جنني الليل بأبرق العذاب (١) فناديت بأعلى صوتي : [أعوذ](٢) بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه فإذا هاتف يهتف :
ويحك عذ بالله ذي الجلال |
|
والمجد والنعماء والإفضال |
واقتر آيات من الأنفال |
|
ووحد الله ولا تبال (٣) |
قال : فذعرت ذعرا شديدا ، فلما رجعت إلى نفسي قلت :
يا أيها الهاتف ما تقول |
|
أرشد عندك أم تضليل |
بيّن لنا هديت ما الحويل |
قال :
إن رسول الله ذو الخيرات |
|
بيثرب يدعو إلى النجاة |
يأمر بالصوم وبالصلاة |
|
ويزع الناس عن الهناة |
قال : فانبعثت راحلتي فقلت :
أرشدني رشدا هديت |
|
لا جعت ولا عريت |
ولا برحت سيدا مقيت (٤) |
|
ولا تؤثرني على الخير الذي أتيت |
قال : فاتبعني وهو يقول :
صاحبك الله وسلّم نفسكا |
|
وبلّغ الأهل وأدّى رحلكا |
آمن به أفلج ربي حقكا |
|
وانصره (٥) عن ربي فقد أخبرتكا |
__________________
(١) كذا ، وفي ياقوت «العزاف» سمي العزاف لأنهم يسمعون عزيف الجن فيه ، وهو جبل من جبال الدهناء ، وقيل رمل لبني سعد وهو من المدينة على اثني عشر ميلا (ياقوت) وفي ابن العديم : أبراق الغراف.
(٢) الزيادة عن ابن العديم.
(٣) الأصل : تبالي.
(٤) المقيت : الحفيظ ، وقيل المقتدر (النهاية لابن الأثير).
(٥) الشطر في دلائل النبوة لأبي نعيم ح ١ / ١١١ :
وانصر نبيا عز ربي نصركا