الكافي ، كبير حسن ... » (١) وقال الخونساري : « كان من العلماء المحدّثين والعرفاء المقدّسين ، ماهراً في العقول والمنقول ، جامعاً للفروع والاصول » (٢).
فإنّه يستفاد من كلام له في ( شرح الكافي ) أخذه بظواهر ما ورد فيه ، وربما ذكر الوجوه والمعاني الاخرى التي ذكرها المحدّثون لتلك الأخبار على وجه الإحتمال ، بل رأينا منه أحياناً تكلّفاً لإبقاء بعضها على ظاهره.
قال رحمه الله في شرح حديث الكليني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي (٣) « وكأنّ هذا المصحف المدفوع إليه هو الذي جمعه أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخرجه وقال : هذا هو القرآن الذي أنزله سبحانه ، وردّه قومه ولم يقبلوه ، وهو الموجود عند المعصوم من ذرّيّته كما دلّت عليه الأخبار ».
ثم قال : « وفي هذا الخبر دلالة على وجود مصحف غير هذا المشهور بين الناس ، وعلى وجود التحريف والتغيير والحذف فيما أنزله الله تعالى من القرآن على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ورفعه لا يضر ، لاعتضاده بأخبار اخر من طرقنا ، وهي كثيرة مذكورة في كتاب الروضة وغيره ».
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٢٧٦.
(٢) روضات الجنات : ٣١٩.
(٣) الكافي ٢ : ٤٦١ ، ونصّ الحديث :
عن البزنطي ، قال : دفع إليّ أبو الحسن عليهالسلام مصحفاً وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه : لم يكن الّذين كفروا فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إليّ : إبعث إليّ بالمصحف.