قال : ـ وهي والله فرية مافيها مرية ، وتبعه جماعة بعده والله المستعان ، وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى : ( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ) قال : ( ووصّى ) التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه.
وهذه الإشياء ـ وإن كان غيرها المعتمد ـ لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التحصيل ، فلينظر في تأويله بما يليق به » (١).
وظاهر كلمات ابن حجر في الموردين هو العجز عن الإتيان بتأويل ،يساعده اللفظ ويرضاه « أهل التحصيل » ...
نعم ذكر في قوله تعالى : ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم ... ) (٢) : « أخرج سعيد بن منصور والطبري والبيهقي في الشعب بسند صحيح : أنّ ابن عبّاس كان يقرأ : ( حتى تستأذنوا ) ويقول : أخطأ الكاتب ، وكان يقرأ على قراءة اُبيّ بن كعب ، ومن طريق مغيرة بن مقسم ، عن إبراهيم النخعي ، قال : في مصحف ابن مسعود ( حتى تستأذنوا ). وأخرج سعيد بن منصور من طريق مغيرة ، عن إبراهيم : في مصحف عبدالله : ( حتى تسلّموا على أهلها وتستأذنوا ). وأخرجه إسماعيل بن إسحاق في أحكام القرآن عن ابن عبّاس واستشكله. وكذا طعن في صحّته جماعة ممّن بعده.
وأجيب : بأنّ ابن عبّاس بناها على قراءته التي تلقّاها عن ابيّ بن كعب. وأمّا اتّفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خطّ المصحف
__________________
(١) فتح الباري ٨ : ٣٠١.
(٢) سورة النور : ٢٧.