ـ عزّ وجلّ ـ عند المخالف والمؤالف ، وهو القائل : « والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت » (١) والقائل : « سلوني عن كتاب الله ، فإنّه ليس آية إلاّ وقد عرفت أبليل نزلت أن بنهار ، في سهل أو جبل » (٢).
وهو الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّه :
«علي أعلم الناس بالكتاب والسنّة» (٣).
وقال : « علي مع القرآن والقرآن مع علي » (٤).
وناهيك بحديث : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » (٥).
وعلي عليهالسلام استاذ ابن عبّاس في التفسير ، وقد ذكر القوم أنّ « أعلم الناس بالتفسير أهل مكّة لأنّهم أصحاب ابن عبّاس » (٦).
فلماذا لم يعدّه أنس بن مالك ـ ولا غيره ـ من حفّاظ القرآن ، ومن الّذين أم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بتعلّمه منهم والرجوع إليهم فيه ، فيما رواه البخاري في صحيحه؟!
ثمّ إنّه عليهالسلام رتّب القرآن الكريم ودوّنه بعيد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من القراطيس التي كان مكتوباً عليها ،
__________________
(١) حلية الأولياء ١ : ٦٧ ، أنساب الأشراف ١ : ٩٩.
(٢) أنساب الأشراف ١ : ٩٩ ، الاستيعاب ٣ : ١١٠٧.
(٣) المعيار والموازنة : ١٠٢.
(٤) المستدرك ٣ : ١٢٤ ، الصواعق : ٧٦ و ٧٧ ، كفاية الطاب : ٢٥٤.
(٥) من الأحاديث المتواترة بين المسلمين. بحثنا عنه سنداً ودلالةً في الجزء العاشر وتالييه من أجزاء كتابنا ( نفحات الازهار في خلاصة عبقات الأنوار ).
(٦) الإتقان ٢ : ٣٨٥.