أجل ما كان منه في المحنة » (١).
وقال المناوي في ترجمة البخاري : « زين الامّة ، إفتخار الأئمّة ، صاحب أصحّ الكتب بعد القرآن .. وقال المذهبي : كان من أفراد العالم مع الدين والورع والمتانة. هذه عبارته في الكاشف. ومع ذلك غلب عليه الغضّ من أهل السنّة ، فقال في كتاب الضعفاء والمتروكين : ما سلم من الكلام لأجل مسألة اللفظ ، تركه لأجلها الرازيّان (٢). هذه عبارته واستغفر الله تعالى ، نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان » (٣).
ترجمة أبي زرعة الرازي
وقد ترجم الذهبي وابن حجر وغيرهما أبا زرعة ترجمة حافلة وأوردوا كلمات القوم في إمامته وثقته وحفظه وورعه بما يطول ذكره ، والجدير بالذكر قول الذهبي في آخر ترجمته : « قلت : يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل يبين عليه الورع والخبرة » (٤).
وقول أبي حاتم في حقّه : « إذا رأيت الرازي ينتقص أبا زرعة فاعلم أنّه مبتدع » (٥).
وقول ابن حبّان : « كان أحد أئمّة الدنيا في الحديث ، مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٣ : ١٣٨.
(٢) هما : أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي.
(٣) فيض القدير ١ : ٢٤.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٣ : ٨١.
(٥) تهذيب التهذيب ٧ : ٣٠.