أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا الشيخ أبو عبد الواحد السلمي ، نا أبو الحارث الخطابي ، نا محمّد بن الفضل ، نا علي بن مسلّم ، نا سعيد بن يحيى البصري ، قال :
كان أناس من قريش يجلسون إلى عبد الواحد بن زيد ، فأتوه يوما وقالوا : إنا نخاف من الضيعة والحاجة ، فرفع رأسه إلى السماء وقال :
اللهمّ إنّي أسألك باسمك المرتفع الذي تلزم به من شئت من أوليائك ، وتلهمه الصفيّ من أحبابك ، أن تأتينا برزق من لدنك تقطع به علائق الشيطان من قلوبنا وقلوب أصحابنا هؤلاء ، وأنت الحنّان المنّان ، القديم الإحسان ، اللهمّ الساعة الساعة ، قال : فسمعت قعقعة ـ والله ـ للسقف ، ثم تناثرت علينا دنانير ودراهم ، فقال عبد الواحد بن زيد : استغنوا بالله عن غيره ، فأخذوا ذلك ولم يأخذ عبد الواحد شيئا.
قال : وسمعت محمّد بن الحسين السّلمي يقول : نا أبو الحارث الخطابي ، نا محمّد بن الفضل ، نا علي بن مسلم ، نا سعيد بن يحيى البصري ، قال :
أتيت عبد الواحد بن زيد وهو جالس في ظلّ ، فقلت له : لو سألت الله أن يوسّع عليك الرزق لرجوت أن يفعل ، فقال : ربي أعلم بمصالح عباده ، ثم أخذ حصى من الأرض ثم قال : اللهمّ إن شئت أن تجعلها ذهبا فعلت ، فإذا هي ـ والله ـ في يده ذهب ، فألقاها إليّ وقال : أنفقها أنت ، فلا خير في الدنيا إلّا للآخرة.
آخر الجزء الثلاثين بعد الأربعمائة ، وبكماله كل المجلد الثالث والأربعين من الفرع ، وافق ذلك عشية يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة بدار الحديث بدمشق حرسها الله (١).
قرأت على أبي الحسين بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن الحسين ، حدثني بشر بن مصلح العتكي ، حدثني زيد بن عمر قال :
شهدت مجلس عبد الواحد (٢) بن زيد بعد العصر ، فكنت أنظر إلى منكبيه ترتعد ودموعه
__________________
(١) من آخر الجزء الثلاثين إلى هنا ليس في م.
(٢) الأصل : عبد العزيز ، تصحيف ، والصواب عن م.