سليمان بن إسحاق ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا الحكم بن موسى ، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، حدثني أبي ، عن أبيه قال :
قال عمر بن عبد العزيز يوما : والله [لوددت](٢) لو عدلت يوما واحدا وأنّ الله توفّى نفسي. فقال له ابنه عبد الملك : وأنا والله يا أمير المؤمنين لوددت لو عدلت فواق ناقة ، وأنّ الله توفّى نفسك ، فقال : الله الذي لا إله إلا هو ، فقال : الله الذي لا إله إلا هو ، ولو حشيت (٣) بي وبك القدور ، فقال له عمر : جزاك الله خيرا.
قال : ونا ابن سعد (٤) ، أنا علي بن عبد الله بن جعفر ، قال : قال سفيان : قالوا لعبد الملك بن عمر بن عبد العزيز : أبوك خالف قومه وفعل وصنع ، فقال : إنّ أبي يقول : (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(٥) قال : ثم دخل على أبيه فأخبره ، قال : فأيّ شيء قلت؟ ألا قلت إنّ أبي يقول : إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم ، قال : قد فعلت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أخبرني عمر بن بكير النحوي عن شيخ ، قال :
دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه ، فقال : يا بني كيف تجدك؟ قال : أجدني في الحقّ ، قال : يا بني لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك ، قال ابنه : وأنا يا أبة لأن يكون (٦) ما تحبّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب (٧).
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : سمعت سفيان الثوري يقول : قال عمر بن عبد العزيز لابنه : كيف تجدك؟ قال : في الموت ، قال له : لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك ، فقال له : والله يا أبت لأن يكون ما تحبّ
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٠٠ ضمن أخبار عمر بن عبد العزيز.
(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م وابن سعد.
(٣) في ابن سعد : حشّت.
(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٣٨٠ ضمن أخبار عمر بن عبد العزيز.
(٥) سورة الأنعام ، الآية : ١٥.
(٦) الأصل : نكون ، والمثبت عن م.
(٧) قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٠٦.