قال الأصمعي : رآني أعرابي وأنا أكتب كل ما يقول ، فقال : ما تدع شيئا إلّا نمصته أي نتّفته (١).
وقال (٢) له بعض الأعراب وقد رآه يكتب كل شيء : ما أنت إلّا الحفظة ، تكتب لفظة اللفظة.
وقال له آخر : أنت حتف الكلمة الشّرود.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا العباس بن محمّد ، قال (٣) : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت الأصمعي يقول : سمع مني مالك بن أنس.
قال : ونا العباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قد روى مالك بن أنس عن شيخ يقال له عبد الملك بن قرير ـ وهو الأصمعي ـ ولكن في كتاب مالك : عبد الملك بن قرير وهو خطأ ، إنما هو الأصمعي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول :
سمعت الأصمعي يقول : سمع مني مالك بن أنس ، قال : وسمعت يحيى يقول : قد روى مالك بن أنس عن شيخ يقال له عبد الملك بن قريب ، وهو الأصمعي ، لكن في كتاب مالك عبد الملك بن قرير وهو خطأ ، إنما هو الأصمعي ، كذا قال يحيى ووهم في ذلك ، إنما هو عبد الملك بن قرير أخو عبد العزيز بن قرير (٤).
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، نا محمّد بن عبد الواحد بن علي البرّاز ، وأنا محمّد بن عمران المرزباني ، أنا محمّد بن العباس ، قال : سمعت محمّد بن يزيد النحوي يقول : كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة ، وغريب ، ونحو ، وكان أكثر من الأصمعي في النحو ، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد ، والأصمعي
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، وهذه اللفظة ونمصته إعجامهما مضطرب في م.
(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ٨٤.
(٣) تهذيب الكمال ١٢ / ٨٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٧٦.
(٤) بالأصل : قريب ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٥) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٤.