محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، أنا أبو بكر بن دريد ، نا الرياشي ، عن الأصمعي.
ح (١) وأخبرنا أبو أحمد ، وأنا الهزّاني عن أبي حاتم ، عن الأصمعي قال : قال لي شعبة : لو أتفرّغ لجئتك ، قال الأصمعي ، وحدّث يوما شعبة بحديث فقال فيه : فذوى السواك ، فقال له رجل حضره : إنما هو فذوي فنظر إليّ شعبة فقلت له : القول ما قلت ، فزجر القائل ، هذا لفظ أبي بكر.
وقال أبو روق : فقال لمخالفه : أمش من هاهنا ، قال : وهي كلمة من كلام الفتيان ، قال : وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث ، وكان يحسن.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي (٢) ، أخبرني محمّد بن يعقوب المتّوثي ، نا أحمد بن عمرو الزئبقي ، نا أبي ، نا الأصمعي ، قال : قال لي شعبة : إنّي وصفتك لحمّاد بن سلمة وهو يحب أن يراك ، قال : فوعدته يوما ، فذهبت معه إليه ، فسلّمت عليه ، فحيا ورحّب ، فقال له شعبة : يا أبا سلمة ، هذا ذاك الفتى الأصمعي الذي ذكرته لك ، قال : فحيّاني بعد وقرّب ثم قال لي : كيف تنشد هذا البيت :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا
فقلت :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا |
|
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا سدّوا (٣) |
يعني بكسر الباء.
فقال لي : انظر جيدا ، فنظرت ، فقلت : لست أعرف إلّا هذا ، فقال : يا بني :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
القوم إنّما بنو المكارم ، ولم يبنوا باللّبن والطين.
قال : فلم أزل هائبا لحمّاد بن سلمة ، ولزمته بعد ذلك.
قال أبو سليمان : وأنشد بعض الأبيات عن محمّد بن حاتم المظفري ، أنشدناه الرياشي
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) غريب الحديث للخطابي ١ / ٦٢ وتهذيب الكمال ١٢ / ٨٠.
(٣) البيت للحطيئة من أبيات في الكامل للمبرد ٢ / ٧١٧.