أقول : وقد أتينا جمله وافية من قصائد أمراء الكلام في كتابنا «حقّ المبين» في قضايا أمير المؤمنين عليهالسلام.
رواية الإمام عليّ الهادي عليهالسلام في ذمّ الصوفيّة
وذكر العلّامة الخبير السيّد محمّد باقر الخوانساري في روضات الجنّات في ترجمة الحسين بن المنصور الحلّاج والشيخ نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن الحسن ابن عليّ الطوسيّ في «إيجاز المطالب» والمحقّق المقدّس الأردبيلي في حديقة الشيعة بسند صحيح عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : كنت مع أبي الحسن الهادي عليّ بن محمّد في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري وكان رجلا بليغا وكانت له منزلة عظيمة عنده عليهالسلام ، إذ دخل المسجد جماعة من الصوفيّة فجلسوا في جانب المسجد مستديرا وأخذوا بالتهليل ، فقال عليهالسلام : لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين فإنّهم خلفاء الشيطان ومخرّبوا قواعد الدين ، يتزهّدون لإراحة الأجسام ويتهجّدون لصيد الأنعام ، يتجوّعون عمرا حتّى يدبّجوا للإيكاف حمرا ، لا يهلّلون إلّا لغرور الناس ولا يقلّلون الغذاء إلّا لملاء العساس واختلاس قلب الذنفاس ، يتكلّمون الناس بإملائهم في الحبّ ويطرحونهم بأذاليلهم في الجبّ ، أورادهم الرقص والضدية ، وأذكارهم الترنّم والتغنية ، فلا يتبعهم إلّا السفهاء ، ولا يعتقدهم إلّا الحمقاء ، فمن ذهب إلى زيارة أحدهم حيّا أو ميّتا فكأنّما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبدة الأوثان ، ومن أعان واحدا منههم فكأنّما أعان معاوية ويزيد وأبي سفيان.
فقال له رجل من أصحابه : وإن كان معترفا بحقوقكم؟
قال : فنظر إليه شبه المغضب وقال : دع ذا عنك ، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في