والخلل ؛ فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ لكي يتّضح لكم سبيل الحقّ كاتّضاح الشمس في كبد السماء ، ولا تغرّنّكم حز عبلات قضاة الرشوة وعلماء السوء الذين اشتروا الدنيا بدل الآخرة ، ولا يرجعون إلى الطريق ولا يخافون عذاب الحريق ، والله يجازيهم بعلمهم فإنّه وليّ أمره وناصر دينه.
نبذة من معالي أموره ومكارم أخلاقه
رجوع الملّاح عن الوقف
روى ابن شهرآشوب في المناقب عن أبي الحسين بن سهلويه البصري المعروف بالملّاح ، قال : دلّني أبو الحسن ـ وكنت واقفيّا ـ وقال لي : إلى متى هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها؟ فقدح في قلبي شيئا وغشي عليّ ؛ فتبعت الحقّ.
هلاك عدوّ محمّد بن ريّان
روى الأربليّ في كشف الغمّة عن محمّد بن ريّان بن صلت قال : كتبت إلى أبي الحسن استأذن في كيد عدوّ لم يمكن كيده ، فنهاني عن ذلك وقال كلاما معناه : تكفى إن شاء الله ، فكفيته والله أحسن كفاية : ذلّ وافتقر ومات أسوء الناس حالا في دينه ودنياه.
وفيه أيضا عن داود الضرير قال : أردت الخروج فودّعت أبا الحسن بالعشاء فخرجت وامتنع الجمّال تلك الليلة واصبحت وجئت أودّع القبر فإذا رسوله يدعوني ، فأتيته واستحييت وقلت : جعلت فداك ، إنّ الجمّال تخلّف أمس ، فضحك وأمرني بأشياء وحوائج كثيرة ، فقال : كيف تقول (١)؟ فلم أحفظ مثل ما قال لي ،
__________________
(١) قال المجلسيّ : قوله عليهالسلام : «كيف تقول؟» أي سأله عمّا أوصى إليه هل حفظه؟ فكتب ذلك ليقرأه لئلّا ـ