قلت : يابن رسول الله! فسمّهم لي.
قال : من الماضين عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن علي ثمّ أنا.
قلت : فمن بعدك يا ابن رسول الله؟
قال : إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى وهو الإمام بعدي.
قلت : فمن بعد موسى؟
قال : عليّ ابنه يدعى بالرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان ، ثمّ بعد عليّ ابنه محمّد ، وبعد محمّد ابنه علي ، وبعد عليّ الحسن ابنه ، والمهدي من ولد الحسن.
ثمّ قال عليهالسلام : حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي! إنّ قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر ، فإذا كان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ، ناداه السيف : قم يا وليّ الله فاقتل أعداء الله.
أقول : هذه نبذة يسيرة من النصوص الواردة المنقولة عن أوثق المصادر لعلمائنا الأعلام وعن كتب إخواننا من أبناء السنّة أخرجناها واقتصرنا بها ، ولو أردنا الخوض في هذا المضمار لاحتجنا إلى مجلّدات كبار ، لكن في هذا النزر القليل كفاية لمن طلب الحقّ وجانب الاعتساف ؛ لأنّ هذه الأحاديث مع كثرتها وتواتر طرقها المرويّة من الصحابة وأهل البيت عليهمالسلام وكون كثير منها في كتب مخالفينا كيف يعقل أن يشكّ في إمامتهم وأفضليّتهم ووجوب مودّتهم وإطاعتهم وتقديم قولهم على غيرهم والبرائة من أعدائهم؟! ولا يمكن أن يقال : إنّهم تواطئوا في الكذب وإنّهم وضعوا هذه الأحاديث وافتعلوها لكي يغالط الناس ويشكّكوهم في أمر هؤلاء مع أنّهم مختلف الآراء والهمم ، متباعد الديار والأوطان ، وفيهم جماعة من أهل بيت رسول الله وهم عند الأمّة بررة أتقياء ، وعند بعضهم معصومون مبرّؤون من الخطأ