تكون فيه مولدة للسوداء ، ولذا قال عليهالسلام : معتدل في الأوقات كلّها.
ولا يخفى أنّ الأطبّاء اختلفوا في طبعه فقيل بارد وقيل حار يابس في الثانية وهو أصحّ عند ابن سينا ، ومن طبعه قالوا وهو مركّب من جوهر أرضيّ بارد به يكون قابضا ومن جوهر أرضيّ حارّ به يكون مرّا ، ومن جوهر مائيّ به يكون تفها ، ومن جوهر ناريّ شديد الحرارة به يكون حريقا ويختلف طبعه بحسب غلبة هذه الطعوم ولذلك اختلف في مزاجه وقالوا : يولد السوداء والسدد والجرب السوداوي والسرطان والبواسير والورم الصلب والجذام ويفسد اللون ويسوّده ويصفّره.
أقول : هذا كلّه إذا ان المزاج منحرفا ومستعدّا لقبول الأمراض وحملات الأسقام فعند ذلك لا ذنب للباذنجان ، فالقول قول أهل البيت عليهمالسلام لأنّهم أدرى بما في ألبيت حيث قالوا : كلوا الباذنجان فإنّه جيّد للمرّة السوداء.
وعن الصادق عليهالسلام : كلوا الباذنجان فإنّه يذهب الداء ولا داء له.
وقال المجلسيّ : وقد يقال يمكن نفعه ودفع مضارّه لموافقة قول الأئمّة عليهمالسلام فيكون ذكر هذه الأمور لامتحان إيمان الناس وتصديقهم لأئمّتهم ومع العمل بها يدفع الله ضررهما بقدرته كما ترى جماعة المؤمنين المخلصين يعملون بما يروى عن أئمّتهم وينتفعون به ، وإذا عمل غيرهم على وجه الإنكار أو التجربة ربّما يتضرّر به.
وأمّا معنى قول الإمام عليهالسلام : «حارّ في وقت الحرارة» يحتمل أن يكون البدن تارة محتاجا إلى الحرارة وتارة إلى البرودة وحينئذ وجه صحّته ما ذكره أنّ المعتدل يفعل البرودة في المحرورين والحرارة في المبرودين.
كلامه عليهالسلام في العسل
وفيه أيضا في باب العسل بالإسناد عن أبي عليّ بن راشد قال : سمعت أبا الحسن