بدؤ نور الإمام عليّ الهادي وسائر الأئمّة
الأحاديث في بدؤ نورهم عليهمالسلام كثيرة لا تستقصى ، وقد أوردها الأعلام المحدّثون في جوامعهم غير أنّا نورد منها نبذة يسيرة ، وفيها كفاية للقرّاء الكرام.
الحديث الأوّل
العلّامة المجلسي في المجلّد السابع من البحار في باب بدو أرواحهم وأنوارهم قال رحمهالله بالإسناد عن قبيصة بن يزيد الجعفي ، قال : دخلت على الصادق عليهالسلام وعنده الدوس بن أبي دوس وابن ظبيان والقاسم الصيرفي ، فسلّمت وجلست وقلت : يابن رسول الله ، قد أتيتك مستفيدا. قال : سل وأوجز. قلت : أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنيّة وأرضا مدحيّة وظلمة ونورا؟
قال عليهالسلام : يا قبيصة ، لم سألت عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت؟ أما علمت أنّ حبّنا قد اكتتم وبغضنا قد فشا ، وإنّ لنا أعداء من الجنّ يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس ، وإنّ الحيطان لها آذان كآذان الناس.
قال : قلت : قد سألت عن ذلك.
قال : يا قبيصة ، كنّا أشباح نور حول العرش نسبّح الله قل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم فرغنا في صلبه ، فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم طاهر حتّى بعث الله محمّد صلىاللهعليهوآله فنحن عروة الله الوثقى ، من استمسك بنا نجا ، ومن تخلّف عنّا هوى ، لا ندخله في باب ضلالة ، ولا نخرجه من باب هدى ، ونحن رعاة شمس (١) ، ونحن عترة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونحن القبّة التي طالت أطنابها
__________________
(١) رعاة شمس أي يراعيها ترقّبا لأوقات الفرائض والنوافل ، ويحتمل أن يراد بها النبيّ. قال في القاموس : ضوى يضوي ضيّا وضويا ، انضمّ ولجأ.