آبائه عن الباقر عليهمالسلام عن جابر قال : كنت أماشي أمير المؤمنين على الفرات إذ خرجت موجة عظيمة فغطّته حتّى استتر عنّي ثمّ انحسرت عنه ولا رطوبة عليه فوجمت لذلك وتعجّبت وسألته عنه ، قال : رأيت ذلك؟ قلت : نعم ، قال : إنّما الملك الموكّل بالماء فرح فسلّم عليّ واعتنقني.
وفيه أيضا عن الفحّام عن المنصوري عن عمّ أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن الكاظم صلوات الله عليهم ، قال : من لم يغضب في الجفوة لم يشكر في النعمة.
كلام بعض المحقّقين في الغضب
قال : الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة إلّا أنّها لا تطّلع على الأفئدة وإنّما لمتسكّنة في طيّ الفؤاد كاستكنان الجمر تحت الرماد ويستخرجها الكبر الذين من قلب كلّ جبّار عنيد كما يستخرج الحجر النار من الحديد ، وقد انكشف للناظرين بنور اليقين أنّ الإنسان ينزع منه عرق إلى الشيطان اللعين فمن أسعرته نار الغضب فقد قويت فيه قرابة الشيطان حيث خلقني من نار وخلقته من طين ، فمن شأن الطين السكون والوقار ، وشأن النار التلظّى والاستعار ، والحركة والاضطراب والاصطهار ، ومنه قوله تعالى : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ)(١). ومن نتائج الغضب الحقد والحسد وبهما هلك من هلك ، وفسد من فسد.
ثمّ قال : اعلم أنّ الله لمّا خلق الإنسان معرضا للفساد والموتان بأسباب في داخل بدنه وأسباب خارجة منه أنعم عليه بما يحميه من الفساد ويدفع عنه الهلاك إلى أجل معلوم سمّاه في كتابه.
__________________
(١) الحجّ : ٢٠.