بقضائه ، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا ، فرحمهالله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهمالسلام ، فلم يزل مجتهدا في أمرهم ، ساعيا فيما يقرّبه إلى الله عزوجل ، نضّر الله وجهه ، وأقاله عثرته.
وفي فصل آخر : أجزل الله لك الثواب ، وأحسن لك العزاء ، رزيت ورزينا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرّه الله في منقلبه ، كما كان من كمال سعادته أن رزقه الله ولدا مثلك يخلفه من بعده ، ويقوم مقامه بأمره ، ويترحّم عليه ، وأقول : الحمد لله ، فإنّ النفس طيّبة بمكانك ، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك ، أعانك الله وقوّاك ، وعضّدك ووفّقك ، وكان لك وليّا وحافظا ، وراعيا وكافيا.
١١ ـ ما روى الشيخ الطوسيّ في الغيبة عن محمّد بن يعقوب رفعه عن الزهريّ قال : طلبت هذا الأمر طلبا شاقّا حتّى ذهب لي فيه مال صالح ، فوقّعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان ، فقال لي : ليس إلى ذلك وصول ، فخضعت ، فقال : بكّر بالغداة ، فاستقبلني ومعه شابّ من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة ، بهيئة التجّار وفي كمّه شيء ، فلمّا نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إليّ ، فعدلت إليه وسألت ، فأجابني عن كلّ ما أردت ثمّ مرّ ليدخل الدار وكانت من الدور التي لم تكترث لها ، فقال العمري : إذا أردت أن تسأل منه سل فإنّك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار وما كلّمني بأكثر من أن قال : ملعون ملعون من أخّر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، معلون ملعون من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ، ودخل الدار.
توفّي العمري ببغداد ودفن بها ومزاره مشهور عند الخاصّة والعامّة.
أصحابه عليهالسلام
سيأتي في الأجزاء الآتية تراجم أصحاب الإمام عليّ الهادي وعددهم يزيد من