المشوي. فقال عبد الله بن أبي : هذا والله اليوم الذي أكيد فيه محمّدا ونقتله ونخلص العباد والبلاد منه. فقال : يا رسول الله ، أنا أضيفكم عندي شيء من برّ وسمن وعسل ، وعندي حمل مشوي ، فعمل ما يشتهون جعل فيه السمّ ، فجاء فقال : هلمّوا إليّ ، فقال رسول الله : أنا ومن معي من هؤلاء؟ فقال : دون هؤلاء لأنّ الشيء قليل لا يشبع أكثر من خمسة إلى عشرة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله تعالى يبارك لنا ، فنادى : يا معاشر المهاجرين والأنصار ، هلمّوا إلى مائدة عبد الله بن أبي ، فجاؤوا مع رسول الله وهم سبعمائة فأكلوا حتّى شبعوا ووسعهم الله البيت ثمّ خرجوا سالمين ولم يصبهم مكروه.
روايته عليهالسلام في احتجاج رسول الله مع المشركين واليهود
روى المجلسيّ في الرابع من البحار والطبرسيّ في الاحتجاج بإسناد إلى أبي محمّد العسكري عليهالسلام في خبر طويل ملخّصه أنّه عليهالسلام قال : قلت لأبي عليّ بن محمّد عليهالسلام : هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاندوه؟ قال عليهالسلام : بلى مرارا كثيرة : منها : ما حكى الله من قولهم : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) إلى قوله (رَجُلاً مَسْحُوراً)(١).
وقالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(٢).
وقالوا : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) إلى قوله : (كِتاباً نَقْرَؤُهُ)(٣).
وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قاعدا ذات يوم بمكّة بفناء الكعبة إذا اجتمع إليه جماعة من رؤساء قريش منهم الوليد بن المغيرة المخزومي وأبو البختري ابن هشام
__________________
(١) الفرقان : ٧ ـ ٨.
(٢) الزخرف : ٣١.
(٣) الإسراء : ٩٠ ـ ٩٣.