معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وقال الكلبي : هو شرحبيل ابن ربيعة بن المطاع من ولد صوفة وهم الغوث بن مر بن اد بن طابخة ، وعمرو بن العاصي بن وائل السهمي ، وكان عقده هذه الألوية يوم الخميس المستهل صفر سنة ثلاث عشرة وذلك بعد مقام الجيوش معسكرين بالجرف المحرم كله ، وأبو عبيدة بن الجراح يصلى بهم. وكان أبو بكر أراد أبا عبيدة أن يعقد له فاستعفاه من ذلك ، وقد روى قوم أنه عقد له وليس ذلك بثبت ولكن عمر ولاه الشام كله حين استخلف.
وذكر أبو مخنف أن أبا بكر قال للأمراء : إن اجتمعتم على قتال فأميركم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري وإلا فيزيد بن أبى سفيان وذكر أن عمرو بن العاصي إنما كان مددا للمسلمين وأميرا على من ضم إليه. قال : ولما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد كره عمر ذلك فكلم أبا بكر فى عزله ، وقال : أنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة والتعصب فعزله أبو بكر ووجه أبا أروى الدوسي لأخذ لوائه فلقيه بذي المروة فأخذ اللواء منه وورد به على أبى بكر فدفعه أبو بكر رضى الله عنه إلى يزيد بن أبى سفيان فسار به ومعاوية أخوه يحمله بين يديه ، ويقال : بل سلم إليه اللواء بذي المروة فمضى على جيش خالد وسار خالد بن سعيد محتسبا فى جيش شرحبيل.
وأمر أبو بكر رضى الله عنه عمرو بن العاصي أن يسلك طريق أيلة عامدا لفلسطين ، وأمر يزيد أن يسلك طريق تبوك ، وكتب إلى شرحبيل أن يسلك أيضا طريق تبوك ، وكان العقد لكل أمير فى بدء الأمر على ثلاثة آلاف رجل فلم يزل أبو بكر يتبعهم الأمداد حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمسمائة ثم تتام جمعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفا. وروى عن الواقدي أن أبا بكر ولى عمرا فلسطين ، وشرحبيل الأردن ، ويزيد دمشق ،