عمرو بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين ويقال سنة ثلاث وأربعين وولى عبد الله بن عمرو ابنه بعده ثم عزله معاوية بن حديج فأقام بها أربع سنين ثم غزا فغنم ثم قدم مصر فوجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري ، ويقال : بل ولاه معاوية المغرب فغزا إفريقية فى عشرة آلاف من المسلمين فافتتح إفريقية واختط قيروانها ، وكان موضع غيضة ذات طرفاء وشجر لا يرام من السباع والحيات والعقارب القتالة وكان ابن نافع رجلا صالحا مستجاب الدعوة فدعا ربه فاذهب ذلك كله حتى إن كانت السباع لتحمل أولادها هاربة بها.
وقال الواقدي : قلت لموسى بن على رأيت بناء إفريقية المتصل المجتمع الذي نراه اليوم من بناه فقال : أول من بناها عقبة بن نافع الفهري اختطها ثم بنى وبنى الناس معه الدور والمساكن وبنى المسجد الجامع بها.
قال : وبإفريقية استشهد معبد بن العباس رحمهالله فى غزاة ابن أبى سرح فى خلافة عثمان ، ويقال : بل مات فى أيام القتال ، واستشهاده أثبت.
وقال الواقدي وغيره : عزل معاوية بن أبى سفيان معاوية بن حذيج وولى مصر والمغرب مسلمة بن مخلد الأنصارى ، فولى المغرب أبا المهاجر مولاه فلما ولى يزيد بن معاوية رد عقبة بن نافع على عمله فغزا السوس الأدنى وهو خلف طنجة وجول فيما هناك لا يعرض له أحد ولا يقاتله فانصرف ومات يزيد بن معاوية وبويع لابنه معاوية بن يزيد وهو أبو ليلى فنادى : الصلاة جامعة ، ثم تبرأ من الخلافة وجلس فى بيته ومات بعد شهرين ، ثم كانت ولاية مروان بن الحكم وفتنة بن الزبير (١) ثم ولى عبد الملك بن مروان فاستقام له
__________________
(١) ولي عبد الله بن الزبير مصر وهو عبد الرحمن بن عقبة الفهري فأخرج عن مصر ، ويقال : قتل بها فولى مروان عقبة بن نافع.