الناس فاستعمل أخاه عبد العزيز على مصر فولى إفريقية زهير بن قيس البلوى ففتح تونس ، ثم انصرف إلى برقة فبلغه أن جماعة من الروم خرجوا من مراكب لهم فعاثوا فتوجهوا إليهم فى جريدة خيل فلقيهم فاستشهد ومن معه فقبره هناك وقبورهم تدعى قبور الشهداء. ثم ولى حسان بن النعمان الغساني فغزا ملكة البربر الكاهنة فهزمته فأتى قصورا فى حيز برقة فنزلها وهي قصور يضمها قصر سقوفه أزاج فسميت قصور حسان ، ثم أن حسان غزاها ثانية فقتلها وسبى سبيا من البربر ، وبعث به إلى عبد العزيز فكان أبو محجن نصيب الشاعر يقول : لقد حضرت عند عبد العزيز سبيا من البربر ما رأيت قط وجوها أحسن من وجوههم.
قال ابن الكلبي : ولى هشام كلثوم بن عياض بن وحوح القشيري إفريقية فانتقض أهلها عليه فقتل بها ، وقال ابن الكلبي : كان أفريقيس بن قيس بن صيفي الحميري غلب على إفريقية فى الجاهلية فسميت به وهو الذي قتل جرجير ملكها فقال للبرابرة : ما أكثر بربرة هؤلاء فسموا البرابرة.
وحدثني جماعة من أهل إفريقية عن أشياخهم أن عقبة بن نافع الفهري لما أراد تمصير القيروان فكر فى موضع المسجد منه فأرى فى منامه كأن رجلا أذن فى الموضع الذي جعل فيه مئذنته ، فلما أصبح بنى المنابر فى موقف الرجل ثم بنى المسجد.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي ، قال : ولى محمد بن الأشعث الخزاعي إفريقية من قبل أبى العباس أمير المؤمنين فرم مدينة القيروان ومسجدها ثم عزله المنصور وولى عمر بن حفص هزار مردد مكانه.
* * *