هشام الكلبي ، عن أبيه عن جده ، محمد بن السائب ، وشرقى بن القطامي الكلبي ، قالا لما هدم بختنصر بيت المقدس ، وأجلى من أجلى وسبى من سبى من بنى إسرائيل لحق قوم منهم بناحية الحجاز فنزلوا وادي القرى ، وتيماء ويثرب ، وكان بيثرب قوم من جرهم ، وبقية من العماليق قد اتخذوا النخل والزرع ، فأقاموا معهم وخالطوهم فلم يزالوا يكثرون وتقل جرهم والعماليق ، حتى نفوهم عن يثرب واستولوا عليها ، وصارت عمارتها ومراعيها لهم فمكثوا على ذلك ما شاء الله ، ثم ان من كان باليمن من ولد سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بغوا وطغوا وكفروا نعمة ربهم فيما آتاهم من الخصب ورفاهة العيش ، فخلق الله جرذانا جعلت تنقب سدا كان لهم بين جبلين فيه أنابيب يفتحونها إذا شاءوا فيأتيهم الماء منها على قدر حاجتهم وإرادتهم ، والسد العرم ، فلم تزل تلك الجرذان تعمل فى ذلك العرم حتى خرقته ، فأغرق الله تعالى جنانهم ، وذهب بأشجارهم وأبدلهم خمطا واثلا وشيئا من سدر قليلا ، فلما رأى ذلك مزيقيا ، وهو عمر بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس ابن مازن بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ، باع كل شيء له من عقار وماشية وغير ذلك ودعا الأزد متى صاروا معه إلى بلادعك فأقاموا بها. وقال عمرو : الانتجاع قبل العلم عجز ، فلما رأت عك غلبة الأزد على أجود مواضعهم غمها ذلك ، فقالت للأزد انتقلوا عنا ، فقام رجل من الأزد أعور أصم يقال له جذع ، فوثب بطائفة منهم فقتلهم ونشبت الحرب بين الأزد وعك ، فانهزمت الأزد ثم كرت فقال جذع فى ذلك :
نحن بنو مازن غير شك |
|
غسان غسان وعك عك |
سيعلمون أينا أرك
وكانت الأزد نزلت بماء يقال له غسان ، فسموا بذلك ، ثم إن الأزد